شن الجيش السوداني هجومًا واسعًا على مواقع الدعم السريع، في وسط وجنوب أم درمان، وأعلن الجيش السوداني في بيان، إن قواته الخاصة تواجه قوات الدعم السريع في منطقة أم درمان العسكرية، مما أسفر عن مقتل 23 من قوات الدعم السريع، فضلًا عن الاستيلاء على عدد من المركبات.
وتصاعدت أعمدة الدخان، في منطقة كافوري بخرطوم بحري، بعد قصف الجيش السوداني، مواقع الدعم السريع.
أصدرت منظمة العفو الدولية (أمنيستي)، تقريرًا حول جرائم الحرب المرتكبة هناك، وحمل التقرير عنوان "جاء الموت إلى بيتنا"، رصد ارتكاب جرائم حرب على نطاق واسع
ومع احتدام المعارك، يتسابق كل طرف للإعلان عن السيطرة على المواقع العسكرية الإستراتيجية الموزعة بين مدن الخرطوم (الخرطوم وأم درمان وخرطوم بحري).
من جانبه، حذرت قوات الدعم السريع، من خطر نشوب حرب بين مكونات شرق السودان، والتي "بدأت ملامحها تطل من خلال تسليح بعض القبائل دون الأخرى، مما يشكل تهديدًا للنسيج الاجتماعي الذي يعاني من احتقان متراكم، وبات قابلًا للاشتعال من جديد بعد توفر كافة العوامل التي تساعد في تفجر الصراع"، وفق ما تضمنه بيان الدعم السريع.
إلى ذلك، دانت بعثة الأمم المتحدة في السودان، الاستهداف العشوائي للمدنيين من قبل قوات الدعم السريع.
وعبر رئيس البعثة فولكر بيرتس، يوم الخميس، عن قلقه البالغ إزاء "تقييد قوات الدعم السريع والمليشيات الحليفة حركة المدنيين، ومنعهم من الوصول للأماكن العامة في إقليم دارفور غربي السودان".
على صعيد التقارير التي تتحدث عن التجاوزات في الحرب بالسودان، أصدرت منظمة العفو الدولية (أمنيستي)، تقريرًا حول جرائم الحرب المرتكبة هناك، وحمل التقرير عنوان "جاء الموت إلى بيتنا"، رصد ارتكاب جرائم حرب على نطاق واسع.
وخلال المؤتمر الصحفي الذي عقدته المنظمة، اتهمت الجيش السوداني والدعم السريع، بارتكاب جرائم حرب.
وقالت الأمينة العامة لأمنستي أنياس كالامار: "المدنيون في أنحاء السودان يعيشون رعبًا لا يمكن تصوره كل يوم، بينما تتنافس قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية بتهور للسيطرة على الأراضي"، وأضافت أن "الناس يُقتلون في قلب منازلهم، أو أثناء بحثهم اليائس عن الطعام والماء والدواء".
وبحسب المنظمة، يوثق التقرير "الخسائر الجماعية في صفوف المدنيين في الهجمات المتعمدة والعشوائية التي يشنها أطراف القتال، وهما القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع".
كما يفصّل التقرير العنف الجنسي ضد النساء والفتيات، حيث تعرضت عشرات النساء والفتيات، بعضهن لا يتجاوزن أعمارهن 12 عامًا، للاغتصاب ولأشكال أخرى من العنف الجنسي على أيدي أفراد من الأطراف المتحاربة.
ووفق التقرير نفسه استهدفت الهجمات المستشفيات ودور العبادة، بالإضافة لأعمال النهب على نطاق واسع.
ويتطرق التقرير إلى العنف المتصاعد في إقليم دارفور، قائلًا: "تسببت قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها في موت ودمار لا يوصفان"، وتذكر هذه الممارسات "بحملات الأرض المحروقة في العقود السابقة، والتي تسببت فيها بعض الجهات الفاعلة نفسها".
وطالبت المنظمة الحقوقية من "قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية، فضلًا عن الجماعات المسلحة التابعة لها، وضع حد لاستهدافها للمدنيين، وضمان المرور الآمن لأولئك الذين يبحثون عن الأمان". وشددت على ضرورة "اتخاذ خطوات عاجلة لضمان العدالة والتعويض للضحايا والناجين".
قالت الأمينة العامة لأمنستي أنياس كالامار: "المدنيون في أنحاء السودان يعيشون رعبًا لا يمكن تصوره كل يوم، بينما تتنافس قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية بتهور للسيطرة على الأراضي"
ويتبادل الجيش السوداني، وقوات الدعم السريع اتهامات بالمسؤولية عن بدء القتال وارتكاب انتهاكات خلال الهدنات المتتالية.
ومنذ منتصف نيسان/أبريل الماضي، يخوض الجيش السوداني والدعم السريع قتالًا، لم تتمكن عدة هدن من إيقافه، مما خلّف أكثر من 3 آلاف قتيل، أغلبهم مدنيون، ونحو 3 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها، بحسب تقارير الأمم المتحدة.