08-يوليو-2024
جو بايدن

(Getty) الرئيس الأميركي جو بايدن

تداول اثنان من الديمقراطيين المؤثرين، ولديهما شبكة قوية من الأصدقاء، اقتراحًا بشأن انسحاب الرئيس الأميركي جو بايدن من سباق انتخابات الرئاسة الأميركية المقرر إجراؤها في تشرين الثاني/نوفمبر القادم، وطالبا بإطلاق انتخابات تمهيدية سريعة لاختيار مرشح جديد قبل مؤتمر الديمقراطيين في آب/أغسطس المقبل.

وقالت شبكة سي إن بي سي الأميركية إن أستاذة القانون في جامعة جورج تاون، والتي عملت سابقًا في كل من إدارتي الرئيسين السابقين باراك أوباما وبيل كلينتون، روزا بروكس، بالإضافة إلى تيد دينترسميث، والذي يوصف بأنه من الممولين الكبار لحملة الديمقراطيين لانتخابات الرئاسة، قد شاركا في صياغة المقترح.

ونقلت القناة أن بروكس ودينترسميث قد أرسلا المذكرة، الثلاثاء الماضي، إلى العشرات من الديمقراطيين الأقوياء، بالإضافة إلى المانحين الرئيسيين ومسؤولي الحملة الانتخابية لبايدن، وأشارت بروكس في مقابلة إلى أنهما أرسلا الخطة إلى: "كل من اعتقدنا أنه قد يكون لديه آذان صاغية، وكل شخص لديه أي تأثير على عملية صنع القرار لدى الرئيس".

وحدد المقترح مجموعة من الخطوات الرئيسية التي تبدأ بإعلان بايدن انسحابه من سباق انتخابات الرئاسة في في منتصف تموز/ يوليو الجاري، وأضاف الاقتراح أنه: "بين عشية وضحاها، تم الترحيب ببايدن باعتباره جورج واشنطن المعاصر، وليس الثمانيني المتشبث بالسلطة بنسبة تأييد تبلغ 37 في المائة".

روزا بروكس وتيد دينترسميث اقترحا انسحاب بايدن من سباق الرئاسة في منتصف تموز/يوليو، وأرسلا المقترح إلى كبار الديمقراطيين لدعمه كقائد معاصر بدلًا من أن يُنظر إليه كمسنّ متشبث بالسلطة

وحدد المقترح المرحلة التالية من الخطة المتمثل بإعادة إجراء الانتخابات التمهيدية للديمقراطيين بسرعة، حيث يعرض المرشحون الديمقراطيون المحتملون برامجهم الانتخابية، ويقوم مندوبو المؤتمر الوطني الديمقراطي في النهاية بحصر القائمة ضمن ستة متنافسين.

ولفت المقترح إلى أن الانتخابات التمهيدية الافتراضية العاجلة ستتضمن تنظيم حملة كبيرة على منصات التواصل الاجتماعي لإشراك الناخبين، بما في ذلك المنتديات التي يديرها المشاهير مثل أوبرا وينفري أو تايلور سويفت أو ستيفن كولبير.

وينتهي المقترح بتصويت المندوبين على المرشح النهائي في اجتماع اللجنة الوطنية الديمقراطية، والذي سيستفيد نظريًا من زيادة نسبة المشاهدة والتبرعات للانتخابات التمهيدية السابقة، وأوضحت بروكس  إنه يجب التعامل مع الاقتراح باعتباره وثيقة حية، مشيرةً إلى أنه في حال حدوث ذلك فإنه "سيتم انتشال أميركا من حالة الركود الحالية".

وقالت بروكس إنها تلقت العشرات من الردود المعجبة بالخطة منذ إرسالها المقترح، وأضافت أنه كلما زاد الوقت، كلما شعرت أن الناس بدأوا يرون أن الخطة قابلة للتطبيق. وردًا على طلب للتعليق على الخطة، قالت حملة بايدن إن جمع التبرعات لشهر تموز/ يوليو سجلت "أقوى بداية شعبية لها على الإطلاق".

وأعادت الحملة التذكير بتصريحات بايدن التي أطلقها في ولاية ويسكونسن، الجمعة الماضي، وذلك في إطار جولة بدأها لاستعادة ثقة الناخبين في الولايات المتأرجحة، وقال بايدن خلال الجولة: "لن أسمح لمناظرة واحدة مدتها 90 دقيقة أن تقضي على ثلاث سنوات ونصف من العمل. سأبقى في السباق، وسأهزم دونالد ترامب".

في السياق، قالت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية إن أعضاء اللجان القوية عن الحزب الديمقراطي في مجلس النواب، قد ناقشوا خلال اجتماع افتراضي كيفية استخدام نفوذهم الجماعي لإقناع بايدن بأن فرصته ضئيلة في هزيمة الرئيس السابق دونالد ترامب، مشيرة إلى الجميع اتفقوا في الجلسة على أن التغيير ضروري للحفاظ على فرص الحزب في الفوز بانتخابات الرئاسة، واستعادت السيطرة على الكونجرس.

كما ذكر تقرير لموقع بوليتيكو أن أعضاء ديمقراطيين بارزين في مجلسي النواب والشيوخ قد وجهوا دعوة لبايدن يطالبونه فيها بالتخلي عن فكرة ترشحه للانتخابات الرئاسية الأميركي القادمة، وذلك خلال اتصال هاتفي أجروه معه، أمس الأحد، بمبادرة من زعيم الأقلية في مجلس النواب حكيم جيفريز.

وفيما يواجه بايدن ضغوطًا متزايدة من الديمقراطيين القلقين من ترشحه لانتخابات الرئاسة المقبلة، فإن العديد من الأصوات الديمقراطية أعربت عن دعمها نائبة الرئيس الحالية، كامالا هاريس، كبديل محتمل لخوض سباق الانتخابات.

وأشار الموقع إلى أن هاريس أصبحت مصدر قلق رئيسي للجهات المتبرعة للحزب الجمهوري، في الوقت الذي بدأ فيه العديد من كبار الشخصيات في الحزب الديمقراطي بالاصطفاف خلفها، حيث يرى ديمقراطيون بارزون أن هاريس ستكون الخليفة الطبيعي لبايدن إذا تخلى عن الترشح للانتخابات الرئاسية.

وتأتي الدعوات المتزايدة التي تطالب بايدن بالانسحاب من انتخابات الرئاسة المقبلة بعد أدائه المتعثر في المناظرة التي جمعته مع منافسه الجمهور، دونالد ترامب، في حزيران/يونيو الماضي، وذلك بعدما أثار أداؤه المخاوف لدى الاستراتيجيين الديمقراطيين والمشرعين والمانحين والناخبين بشأن عمر الرئيس وقدرته في التغلب على ترامب.