23-يناير-2024
جرحى في مستشفى ناصر في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة

جرحى في مستشفى ناصر بمدينة خانيونس (Getty)

لليوم الـ109، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي قصفه منازل المدنيين ومخيمات النازحين في مناطق متفرقة شمال ووسط وجنوب قطاع غزة، في وقت تتصاعد فيه حدة الاشتباكات بين فصائل المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال، التي تكبدت خلال الساعات القليلة الماضية خسائر فادحة وصفت بأنها الأسوأ منذ بدء العملية البرية أواخر تشرين الأول/أكتوبر الفائت.

وكثّف جيش الاحتلال من عدوانه على مدينة خانيونس، والمناطق المحيطة بها، جنوب قطاع غزة، التي تشهد معارك ضارية بالتزامن مع قصف مدفعي وجوي مكثّف خلّف عشرات الشهداء والجرحى والمفقودين، إضافةً إلى دمار هائل يضاعف من مأساة القطاع المنكوب، الذي يشهد واحدة من أكثر الحروب تدميرًا في القرن الحادي والعشرين.

قُتل 21 ضابطًا وجنديًا إسرائيليًا بعد استهدافهم بقذيفة صاروخية أدت إلى انفجار ألغام قاموا بزرعها في عدة مبان بمخيم المغازي، وسط قطاع غزة، استعدادًا لتفجيرها

وتركّز القصف الإسرائيلي المدفعي والجوي على مناطق وسط وشرق مدينة خانيونس، ومحيط مجمع ناصر الطبي الذي بات الوصول إليه هدفًا من أهداف جيش الاحتلال الذي كثّف قصفه على محيط المستشفى الذي يحاصره من 3 جهات، وذلك خلال محاولات تقدّم مستمرة تتصدى لها فصائل المقاومة.

واستُشهد وأُصيب عشرات النازحين إثر استهداف طائرات الاحتلال مخيمًا لهم في منطقة المواصي جنوب قطاع غزة. فيما استُشهد وأُصيب العشرات جراء غارة استهدفت منازل المواطنين ببلدة بيت لاهيا شمال القطاع. كما طال القصف مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، إضافةً إلى منطقتي الزوايدة والمصدر وسط القطاع.

واستهدفت مدفعية الاحتلال الطابق الرابع من مقر جمعية الهلال الأحمر في مدينة خانيونس تزامنًا مع إطلاق المسيّرات النار باتجاهه، ما أدى إلى إصابة العديد من النازحين المتواجدين في المكان.

190 شهيدًا في 24 ساعة

وارتفع عدد ضحايا العدوان المتواصل على القطاع منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الفائت، بحسب آخر إحصائية صادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، إلى 25.295 شهيدًا و63 ألف مصاب.

وقالت الوزارة في بيان مقتضب عبر "تلغرام"، أمس الإثنين، إن جيش الاحتلال ارتكب خلال الساعات الـ24 الماضية، 20 مجزرة ضد عوائل قطاع غزة راح ضحيتها 190 شهيدًا، و340 مصابًا. وذلك بالإضافة إلى أولئك الذين لا يزالون تحت الركام وفي الطرقات بسبب عدم قدرة طواقم الإسعاف والدفاع المدني على الوصول إليهم.

وأكد المتحدث باسم الوزارة، أشرف القدرة، أن الوضع الصحي في خانيونس كارثي ولا يوصف، لافتًا في عدة بيانات مقتضبة، إلى أن عددًا كبيرًا من الجرحى يفترشون الأرض في مجمع ناصر الطبي، وأن الطواقم الطبية تواجه صعوبة بالغة في علاج عشرات الحالات الخطيرة نتيجة نقص الإمكانيات، كما أن: "صعوبة وتأخر وصول الإصابات إلى مجمع ناصر الطبي يشكّل خطرًا على حياتها".

وأشار القدرة إلى دفن 40 شهيدًا في مقبرة جماعية بساحة المجمع، الذي أكّد أن أعداد الإصابات الخطيرة تفوق القدرة الاستيعابية لغرف العمليات والعناية المركزة فيه.

قوات الاحتلال تتكبّد خسائر فادحة

إلى ذلك، تزداد حدة المعارك بين فصائل المقاومة وقوات الاحتلال في مختلف محاور القتال شمال ووسط وجنوب قطاع غزة، فيما تواصل المقاومة تنفيذ عملياتها النوعية ضد تجمعات قوات الاحتلال وآلياتها.

وتكبّد جيش الاحتلال، أمس الإثنين، خسائر فادحة وصفت بأنها الأسوأ منذ بداية عمليته البرية أواخر تشرين الأول/أكتوبر الفائت، حيث أعلن دانيال هاغاري، المتحدث باسم جيش الاحتلال، مقتل 21 ضابطًا وجنديًا إسرائيليًا بعد أن أصابات قذيفة صاروخية مبنى كانوا يتواجدون فيه.

وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن هؤلاء الضباط والجنود قُتلوا بعد انهيار العديد من المباني التي قاموا بتفخيخها استعدادًا لتفجيرها في مخيم المغازي وسط قطاع غزة، وذلك قبل استهدافهم بصاروخ مضاد للدروع، ما أدى إلى انفجار هذه الألغام وانهيار مبنيين عليهم.

ووصفت العديد من وسائل الإعلام الإسرائيلية ما حدث بأنه "كارثة كبرى"، فيما اعتبر عدد من المسؤولين الإسرائيليين أن مقتل 21 ضابطًا وجنديًا "ثمن باهظ جدًا".