27-يوليو-2024
نازحون خانيونس

(Getty) نازحون فلسطينيون في خانيونس

قالت الأمم المتحدة إن أكثر من 180 ألف فلسطيني اضطروا للنزوح حول مدينة خانيوس، جنوب قطاع غزة، وسط محاولة جيش الاحتلال استعادة جثث عدد من المحتجزين في المنطقة، فيما تواصل قوات الاحتلال هجومها العنيف في عدة محاور من قطاع غزة لليوم الـ295 على التوالي.

وفي التفاصيل، أفادت وسائل إعلام باستشهاد أكثر من عشرة فلسطينيين خلال الساعات الماضية جراء استهداف جيش الاحتلال لمنازل وتجمعات للمدنيين في قطاع غزة.

وقال جهاز الدفاع المدني في قطاع غزة: "استشهد ستة فلسطينيين، وأصيب آخرون في قصف إسرائيلي استهدف منزلين، أحدهما يعود لعائلة القطشان شمال بلدة الزوايدة (وسط)، والآخر في مدينة خانيونس (جنوب)".

اضطر 180 ألف فلسطيني للنزوح حول مدينة خانيونس وسط محاولة جيش الاحتلال استعادة جثث عدد من المحتجزين

وبحسب بيان الدفاع المدني، فإنه "أصيب عدد من الفلسطينيين في استهداف آخر لمنزل يعود لعائلة عزيزة في منطقة أرض أبو مهادي غرب النصيرات (وسط)"، وأضاف البيان: "​استشهد اثنان وأصيب آخرون في غارة لطائرة إسرائيلية استهدفت تجمعًا للمواطنين بشارع الأرنب في منطقة الكتيبة بخانيونس".

كما "قتل فلسطينيان وأصيب آخرون بغارة إسرائيلية شنت تجاه تجمع للمواطنين بمحيط فندق الأمل غرب مدينة غزة"، فيما قالت وسائل إعلام فلسطينية إنّ شهيدين سقطوا، وأصيب آخرون بجروح جراء قصف جيش الاحتلال منزلًا يعود لعائلة المصري بمنطقة مصبح شمال رفح.

وأفادت وسائل إعلام فلسطينية بوصول عدد من الإصابات إلى مستشفى العودة جراء استهداف الطيران المروحي لمنزل سكني غربي النصيرات.

وتواصل دبابات جيش الاحتلال بدعم من المقاتلات الحربية شن قصف عنيف يستهدف مختلف أنحاء القطاع، وبشكل خاص خيام النازحين في المناطق التي زعم أنها أمنة، وقالت وسائل إعلام إن دبابات الاحتلال تحاصر عائلات فلسطينية قرب مفترق مصبح/ميراج شمالي مدينة رفح، وتواصل القصف بشكل عشوائي في المنطقة.

إلى ذلك، قال الإعلام الحربي لكتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، إنّه دمّر ثلاث دبابات لجيش الاحتلال من نوع "ميركافا 4"، موضحًا أنّه دمّر دبابتين حولهما عدد من الجنود بعبوتي "شواظ" في حي تل الهوى جنوب مدينة غزة، بالإضافة إلى استهداف الدبابة الثالثة بقذيفة "الياسين 105".

وقال جيش الاحتلال إن 13 جنديًا أصيبوا بالمعارك البرية في قطاع غزة خلال الساعات الـ24 الأخيرة، ووفقًا للبيانات الصادرة عن جيش الاحتلال فقد بلغ عدد الجرحى في صفوفه 4222 جنديًا، منذ بدء العدوان على غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي.

موجات نزوح داخلية جديدة

وفي السياق، قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، إن "الأعمال العدائية المكثفة" في منطقة خانيونس خلال الأسبوع الماضي، قد أسفرت عن "موجات جديدة من النزوح الداخلي في جميع أنحاء غزة".

وأضاف أن "نحو 182 ألف شخص" نزحوا من وسط خانيونس وشرقها بين، يومي الإثنين والخميس، في حين "لا يزال مئات آخرين عالقين في شرق خانيونس".

وكان جيش الاحتلال قد أصدر، الإثنين الماضي، أوامر بإخلاء أجزاء من المدينة الجنوبية، معلنًا أن قواته "ستعمل بقوة" هناك، بما في ذلك في منطقة أُعلنت في السابق أنها "آمنة".

وأعلن جيش الاحتلال، الأربعاء الماضي، بالتزامن مع خطاب رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، أمام الكونغرس الأميركي، استعادة جثث خمسة محتجزين خلال عملية في خانيونس، بينهم امرأة وجنديان.

ووفقًا لأرقام الأمم المتحدة، فإن الغالبية العظمى من سكان غزة البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة قد نزحوا مرة واحدة على الأقل بسبب القتال خلال الأشهر التسعة الماضية.

مليون جرعة لقاح ضد شلل الأطفال

إلى ذلك، قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، أمس الجمعة، إن المنظمة سترسل أكثر من مليون جرعة من لقاح ضد شلل الأطفال إلى قطاع غزة، مشيرًا إلى أن جرعات اللقاح سيتم توزيعها على مدى الأسابيع المقبلة لمنع إصابة الأطفال بالعدوى، بعد رصد الفيروس في عينات من مياه الصرف الصحي بالقطاع.

وذكر غيبريسوس "رغم عدم تسجيل أي حالة إصابة بشلل الأطفال حتى الآن، بدون اتخاذ إجراءات فورية، سيكون الأمر مجرد مسألة وقت قبل إصابة آلاف الأطفال الذين أصبحوا بلا حماية".

وأوضح أن الأطفال دون سن الخامسة هم الأكثر عرضة لخطر الإصابة بهذا الفيروس، وخصوصًا الرضع دون سن الثانية، بسبب تعطل حملات التطعيم العادية نتيجة العدوان على غزة المتواصل منذ تسعة شهور.

وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت، الأسبوع الماضي، عن زيادة كبيرة في حالات الإصابة بالتهاب الكبد الوبائي (HAV)، والدوسنتاريا والتهاب المعدة والأمعاء مع تدهور الظروف الصحية في غزة، بسبب تسرب مياه الصرف الصحي إلى الشوارع القريبة من بعض خيام النازحين.

روما تستضيف جولة جديد من المفاوضات

وفيما يخص جهود الوساطة التي تقودها دولة قطر، بالاشتراك مع مصر والولايات المتحدة، بهدف التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار، قال موقع "أكسيوس" الأميركي إن روما ستضيف اجتماعًا، يوم غد الأحد، لبحث اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى والمحتجزين.

وأشار الموقع إلى أن الاجتماع سيضم مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أيه)، وليام بيرنز، بالإضافة إلى رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ومدير جهاز الموساد الإسرائيلي، ديفيد برنيع، ورئيس جهاز المخابرات المصري، عباس كامل.

ووفقًا لـ"أكسيوس" فإن الاجتماع لا يتوقع أن يتضمن مفاوضات مفصلة حول الفجوات المتبقية إزاء اتفاق وقف إطلاق النار في غزّة وتبادل الأسرى والمحتجزين، لكنه سيركز بشكل رئيسي على وضع استراتيجية المضي قدمًا في المفاوضات.

ونقل الموقع عن مصدر مطلع على الاجتماع، أن بايدن ومستشاريه غير متأكدين مما إذا كان نتنياهو يريد حقًا التوصل إلى اتفاق أم أنه يماطلُ لمنع حكومته من الانهيار، فيما قال مسؤول إسرائيلي إن نتنياهو يريد صفقة من المستحيل الحصول عليها، وهو ما يعني أن مفاوضات وقف إطلاق النار تتجه نحو أزمة بدلًا من التوصل إلى صفقة.