21-ديسمبر-2023
الدمار في مدينة رفح جنوب قطاع غزة

استُشهد 55 فلسطينيًا خلال الساعات الـ24 الماضية (Getty)

مضى على بداية العدوان الهمجي على قطاع غزة 76 يومًا لم يغيّر الاحتلال الإسرائيلي استراتيجيته خلالها، إذ لا تزال طائراته ومدفعيته وزوارقه الحربية تستهدف المدنيين والبنى التحتية في القطاع المنكوب.

وشنّ جيش الاحتلال، منذ فجر اليوم الخميس، سلسلة غارات عنيفة ومكثّفة استهدفت مناطق عدة شمال وجنوب قطاع غزة، ما أسفر عن استشهاد وإصابة العشرات معظمهم من الأطفال والنساء، فيما لم تتمكن فرق الدفاع المدني من الوصول إلى الضحايا بسبب شدة واستمرار القصف.

تخوض المقاومة الفلسطينية اشتباكات عنيفة مع قوات الاحتلال في عدة محاور شمال وجنوب قطاع غزة

وطال القصف الإسرائيلي، الجوي والمدفعي والبحري، منطقة جباليا ومخيمها شمال قطاع غزة، ومخيم البريج وسط القطاع، وحي الشيخ رضوان بمدينة غزة، إضافة إلى مدينتي رفح وخان يونس، ومنطقة معن شرق خان يونس، جنوب قطاع غزة.

وأفاد مصدر طبي فلسطيني، اليوم، باستشهاد 55 فلسطينيًا جراء الغارات الإسرائيلية خلال الساعات الـ24 الماضية.

وكان المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة قد أعلن، مساء أمس الأربعاء، ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الفائت، إلى 26.700 شهيد ومفقود بينهم أكثر من 20 ألف شهيد وصلوا إلى المستشفيات، منهم 8 آلاف طفل، و6200 امرأة، و310 من الطواقم الطبية، و35 من الدفاع المدني، بالإضافة إلى 98 صحفيًا.  

وأكد المكتب وجود 6700 مفقود إما تحت الأنقاض، أو أن مصيرهم لا يزال مجهولًا، لافتًا إلى أن 70% من هؤلاء هم من الأطفال والنساء. فيما بلغ عدد المصابين 52.600 مصاب.

وتخوض المقاومة الفلسطينية، منذ ليل الأربعاء، اشتباكات عنيفة وضارية مع قوات الاحتلال في محاور مختلفة، بينها محيط موقع الإدارة التابعة لـ"كتائب القسام" شرق جباليا شمال قطاع غزة، ومنطقتي تل الزعتر والسكة بمخيم جباليا. وتأتي هذه الاشتباكات في وقت تحاول فيه قوات الاحتلال اقتحام منطقة جباليا.

ومساء أمس الأربعاء، أعلن الناطق العسكري باسم "كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، أبو عبيدة، تمكّن مقاتلي الكتائب خلال الـ72 ساعة الأخيرة من تدمير 42 آلية عسكرية لجيش الاحتلال الإسرائيلي كليًا أو جزئيًا.

وأضاف أبو عبيدة في بيان مقتضب عبر منصة "تلغرام": "أكد مجاهدونا قتل 25 جنديًا وإصابة العشرات من الجنود الصهاينة بجروح متفاوتة، كما تم استهداف القوات الصهيونية المتوغلة بالقذائف والعبوات المضادة للتحصينات والأفراد والاشتباك معهم من مسافة صفر واستهداف فرق الإنقاذ التابعة لهم، وتم تفخيخ نفقين ومنزلًا وتفجيرهما في جنود الاحتلال".

وتابع أبو عبيدة قائلًا: "إضافة لعملية قنص استهدفت أحد الجنود، ودكّوا مقرات وغرف القيادة الميدانية والتحشدات العسكرية بقذائف الهاون والصواريخ قصيرة المدى في كافة محاور القتال في قطاع غزة، وأمطروا مدينة تل أبيب وسط الكيان برشقة صاروخية، إضافة إلى إطلاق وابل من الصواريخ تجاه مغتصبة كريات شمونة شمال فلسطين المحتلة".

فلسطينية تبكي أمام جثمان أحد أفراد عائلتها

وصباح اليوم الخميس، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي مقتل ضابطين وجندي، وإصابة 8 آخرين بجروح خطيرة، خلال المعارك الدائرة مع فصائل المقاومة الفلسطينية شمال قطاع غزة، ليرتفع بذلك عدد قتلاه المُعلن عنهم إلى 469 منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الفائت، و137 منذ بداية العملية البرية في السابع والعشرين من الشهر نفسه.

وبشأن الحديث عن مفاوضات حول صفقة تبادل أسرى جديدة بين حركة المقاومة الإسلامية "حماس" والاحتلال الإسرائيلي، أكد المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي للحركة طاهر النونو، لـ"التلفزيون العربي" أنه لا توجد أي مفاوضات، وأن الأولوية الآن هي لوقف العدوان على غزة.

واعتبر النونو أن التسريبات الإسرائيلية التي تتحدث عن مفاوضات، ليس سوى محاولة لتبرير استمرار الحرب على القطاع وخداع الجمهور الإسرائيلي.

دوليًا، أكد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أن القتال العنيف في قطاع غزة، إضافةً إلى انعدام الكهرباء وشح الوقود وانقطاع الاتصالات، يحد من جهود المنظمة الدولية لإغاثة الفلسطينيين بالقطاع.

وأكد غوتيريش، عبر تغريدة على منصة "إكس" (تويتر سابقًا) على ضرورة تهيئة الظروف التي تسمح بتنفيذ عمليات إنسانية واسعة النطاق في قطاع غزة على الفور.

من جانبه، وصف وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مارتن غريفيث، السماح لـ"الصراع الوحشي" في قطاع غزة بالاستمرار طويلًا، بأنه وصمة عار لا تُمحى. كما دعا إلى احترام القانون الإنساني الدولي، وحماية المدنيين، وتلبية احتياجاتهم الأساسية وإطلاق سراح الرهائن.

وفي سياق متصل، جرى تأجيل تصويت مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة على مشروع قرار قدّمته مصر والإمارات يدعو لهدنة في قطاع غزة مرة أخرى، نتيجة وجود خلافات بين الدول الأعضاء حول صياغته. وكان رئيس المجلس، خوسيه خافيير دول لا غاسكا لوبيز – دومينغيز، قد قال إن رئاسة المجلس ستحدد موعدًا جديدًا للتصويت صباح اليوم الخميس.