25-أغسطس-2024
قالت كبيرة مسؤولي الشؤون الإنسانية التابعين للأمم المتحدة في السودان، إن الشعب السوداني "محاصر في جحيم من العنف الوحشي" مع اقتراب المجاعة والمرض والقتال ولا نهاية في الأفق.

(GETTY) يعيق انعدام الأمن يعيق وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين

كما كان متوقعًا، انتهت الجولة الأولى من محادثات جنيف بشأن السودان من دون التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. ومع ذلك، اتفق الجيش وقوات الدعم السريع على الالتزام بضمان الوصول الآمن ومن دون عوائق للمساعدات الإنسانية عبر ممرين رئيسيين.

ويعدّ هذا أول اتفاق بشأن إدخال المساعدات بعد انقطاعها منذ أشهر، حيث دأب كل طرف (الجيش وقوات الدعم السريع) على تحميل الآخر مسؤولية توقف المساعدات عن الدخول ووصولها إلى محتاجيها في مناطق التصعيد.

وفي المقابل، دأبت المنظمات الإنسانية بانتظامٍ على إدانة انعدام الأمن الذي يعيق إيصال المساعدات، بينما يعاني أكثر من 25 مليون شخص، أي أكثر من نصف عدد السكان، من انعدام الأمن الغذائي الحاد الذي يكاد يصل لمرحلة المجاعة.

غاب الجيش السوداني عن مفاوضات جنيف التي انطلقت في 14 آب/أغسطس

وجاءت الدعوة إلى مفاوضات جنيف من طرف الولايات المتحدة، حسب العديد من المحللين، بهدف: "توسيع نطاق وصول المساعدات الإنسانية وإقرار وقفٍ لإطلاق النار"، لكنّ هذا الأخير ما يزال بعيد المنال، خاصةً أن الجيش يرفض القفز على إعلان جدة، ويدّعي أنّ هناك مؤامرة إقليمية ودولية تحاك ضدّ السوادان.

وغاب الجيش السوداني عن مفاوضات جنيف التي انطلقت 14 آب/أغسطس، وشاركت فيها في المقابل قوات الدعم السريع، مع تأكيد "الوسيط الأميركي" استمرار التواصل مع الجيش والحكومة السودانية في بورتسودان.

وبحسب منصة "ملتزمون بتعزيز إنقاذ الحياة والسلام في السودان"، التي تضم رعاة المفاوضات (المملكة العربية السعودية وسويسرا، والاتحاد الأفريقي ومصر والإمارات العربية المتحدة والأمم المتحدة بصفة مراقبين)، فإنّ الفرقاء السودانيين التزموا: "بنفاذٍ آمن ودون عراقيل عبر شريانين رئيسيين، هما الحدود الغربية عبر معبر أدري في دارفور، وطريق الدبة التي تتيح الوصول إلى الشمال والغرب من بورتسودان".

وأضاف البيان الختامي لمباحثات جنيف أنّ: "شاحنات المساعدات في طريقها لتأمين مساعداتٍ لمواجهة الجوع في مخيم زمزم وأجزاء أخرى من دارفور"، وشدد الوسطاء على ضرورة أن: "تبقى الطرق مفتوحةً وآمنةً لنتمكن من إدخال المساعدات إلى دافور ونبدأ بتحويل مجرى الأمور ضد المجاعة". كما شدد الوسطاء في بيانهم على مواصلة: "تحقيق تقدمٍ بغرض فتح ممرٍ آمن ثالث للمساعدات عبر سنّار بجنوب شرق البلاد".

ولفت الوسطاء في بيانهم إلى أنهم حثوا طرفيْ النزاع على إعطاء توجيهاتٍ لجميع المقاتلين حتى: "يمتنعوا عن أي انتهاكٍ  للقانون الدولي الإنساني"، مؤكدين أن قوات الدعم السريع "التزمت" بذلك.

كما أفاد الوسطاء بأنّ قوات الدعم السريع وافقت على "نظام إخطارٍ مبسّط" لتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية. ويشار إلى أن الولايات المتحدة الأميركية أعلنت، الأسبوع الماضي، عن موافقة الجيش السوداني على: "إعادة فتح معبر أدري لمدة ثلاثة أشهر".

وفي هذا الصدد، اعتبر المتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) التابع للأمم المتحدة، ينس لايرك، أنّ: "الشاحنات الخمس عشرة التي دخلت السودان هذا الأسبوع قادمةً من تشاد عبر معبر أدري تشكل خطوةً في الاتجاه الصحيح".

وأضاف: "ومع ذلك، فإنه لمكافحة أزمة الغذاء المتفاقمة في السودان، يجب علينا ضمان استمرار مرور شاحنات المساعدات من أجل ضمان التدفق المنتظم لسكان أكثر من اثنتي عشرة منطقةً مهددة بالمجاعة"، معتبرًا أنّ: "كل ساعةٍ تمر هي فرصةٌ لإيصال المزيد من الغذاء والدواء".