حصلت فنلندا على الموافقة النهائية، يوم الخميس، للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وذلك بعد موافقة البرلمان التركي على انضمام فنلندا للحلف، فيما يأتي هذا الانضمام بعد عقود من عدم الانحياز من قبل فنلندا.
حصلت فنلندا على الموافقة النهائية للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)
ومع التصويت في البرلمان التركي، تبقى القيام بمهمات إجرائية من أجل استكمال انضمام فنلندا إلى الحلف، بما في ذلك تبادل الرسائل وإرسال وثائق انضمام فنلندا، المكتملة بالفعل، إلى وزارة الخارجية الأمريكية في واشنطن. حيث ستقوم وزارة الخارجية بعد ذلك بإخطار الأمين العام لحلف الناتو ستولتنبرغ بأن الشروط قد تم استيفائها لفنلندا لتصبح عضوًا في الناتو.
وهددت السفارة الروسية في السويد يوم الأربعاء كلاً من فنلندا والسويد بالرد العسكري إذا انضمتا إلى الناتو، قالت السفارة في منشور على صفحتها على فيسبوك: "إذا كان أي شخص لا يزال يعتقد أن هذا سيحسن بطريقة ما أمن أوروبا، فيمكنك التأكد من أن الأعضاء الجدد في الكتلة المعادية سيصبحون هدفًا شرعيًا للإجراءات الانتقامية الروسية، بما في ذلك الإجراءات العسكرية".
أوروبيًا، ينظر لانضمام فنلندا للحلف باعتباره هزيمةً دبلوماسية واستراتيجية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي أعلن عند غزو أوكرانيا أنه كان عازمًا على منع توسع الناتو باتجاه الشرق.
وقال الخبير الأمني في المعهد الفنلندي للشؤون الدولية ماتي بيزو، إنه سوف يمر بعض الوقت قبل أن تدمج فنلندا وحلف شمال الأطلسي خططهما الدفاعية بالكامل، موضحًا أنه لا يزال يتعين على فنلندا أن تقرر، على سبيل المثال، ما إذا كانت بحاجة أو ستقبل قوات أجنبية على أراضيها أو أسلحة نووية، وذلك في حديث لـ"نيويورك تايمز".
Finland’s application has now been ratified by all members and we will join NATO. Thank you to all countries for your support. As allies, we will give and receive security. We will defend each other. Finland stands with Sweden now and in the future and supports its application.
— Sanna Marin (@MarinSanna) March 30, 2023
وتخطط فنلندا لمواصلة الضغط من أجل انضمام سريع للسويد إلى الحلف، التي تربطها بها علاقات عسكرية وأمنية وثيقة، حيث رفضت تركيا والمجر انضمام السويد للحلف. وترفض أنقرة انضمام السويد، بسبب العلاقة مع الأحزاب الكردية التي تتواجد داخلها، كما تفاقمت مؤخرًا بعد حرق متطرف يميني لنسخة من القرآن أمام السفارة التركية. أمّا المجر فهي ترفض الانتقادات السويدية المستمرة تجاه التغييرات الدستورية والقانونية وتهديدها لسيادة القانون.
وقالت رئيسة الوزراء الفنلندية سانا مارين، بعد التصويت التركي بوقت قصير: "فنلندا تقف مع السويد الآن وفي المستقبل وتؤيد طلبها".
بدوره، أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، أن فنلندا ستنضم رسميًا إلى الحلف العسكري في غضون أيام.
تخطط فنلندا لمواصلة الضغط من أجل انضمام سريع للسويد إلى الحلف، التي تربطها بها علاقات عسكرية وأمنية وثيقة
يشار إلى أن فنلندا تجري انتخابات وطنية يوم الأحد، وقد يساعد قرار العضوية النهائي في الناتو حملة رئيسة الوزراء سانا مارين والديمقراطيين الاشتراكيين على البقاء في السلطة في صراع محتدم في هذه الانتخابات.