في نقلة نوعية للعمليات المسلحة داخل مصر، نقلت الصحف المصرية اليوم خبر اغتيال العميد أركان حرب عادل رجائي إسماعيل، قائد إحدى الفرق المدرعة بالجيش المصري. الاغتيال تم أمام منزله بمدينة العبور، صباح اليوم السبت، أحد ضواحي القاهرة.
العميد عادل رجائي، قد يكون أكبر رتبة عسكرية تم اغتيالها في مصر، وتمثل عملية اغتياله تطورًا نوعيًا في العمليات المسلحة ضد الجيش
وتبنت حركة تسمى "لواء الثورة"، عملية الاغتيال. وقالت الحركة، في تدوينة لها على "تويتر"، إن أفرادًا تابعين لها قد أطلقوا النار على العميد "رجائي"، وأصابوه بطلقات مباشرة في الرأس، ثم استولوا على سلاحه.
الحركة، وهي حركة مسلحة حديثة التأسيس، وكان تم الإعلان عنها في بيان لحركة أخرى تسمى "حسم"، في آب/أغسطس الماضي، حيث قال البيان إن الحركة "تبارك لكل رجالات المقاومة تدشين حركة ”لواء الثورة“ التي نعتبرها إضافة قوية إلى صف المقاومة مباركين أولى عملياتهم".
جدير بالذكر أن الاغتيال يأتي بعد أقل من شهر واحد من اغتيال محمد كمال، وهو أحد القيادات الإخوانية الكبرى الذي تمت تصفيته مؤخرًا، بعد القبض عليه بأحد ضواحي القاهرة، ويعتبر أهم قيادة إخوانية تم تصفيتها من قبل الأجهزة المصرية، إذ كان عضوًا بمكتب الإرشاد، الذي يعتبر أعلى جهة إدارية لدى تنظيم الإخوان. ويرى مراقبون أن عملية الاغتيال التي حدثت صباح اليوم قد تكون بمثابة انتقام ورد على مقتله، إلا أن بيان الحركة لم يدع ذلك.
اقرأ/ي أيضًا: نقيب الصحفيين السابق يضع النظام المصري في مأزق
العميد أركان حرب عادل رجائي، قد يكون أكبر رتبة عسكرية تم اغتيالها في الأعوام الأخيرة، ويرى مراقبون أن عملية اغتياله تعتبر تطورًا نوعيًا في عمليات الحركات المسلحة حديثة التأسيس، والتي تتبى خطابًا يمزج بين الخطاب الثوري والخطاب الجهادي، وهو ما يضعف احتمالات ارتباطها بتنظيمات جهادية خالصة مثل داعش أو أنصار بيت المقدس.
العمليات المسلحة لهذه التنظيمات الحديثة كانت تكتفي، في السابق، بالهجوم على أكمنة أمنية في الليل وتصفيتها واغتنام سلاحها، بينما فشلت كل محاولاتها لاغتيال شخصيات عامة، ولعل أبرزها المحاولة الفاشلة، التي تبنتها "حركة حسم"، إحدى الحركات التي يعتقد بقربها من كمال كذلك، في اغتيال مفتي مصر الأسبق علي جمعة، والذي نجا من المحاولة بإصابات طفيفة.
ويأتي اغتيال رجائي بعد أكثر من عام، على اغتيال النائب العام المصري "هشام بركات"، الاغتيال الذي تبعته حركة اعتقالات وتصفية واسعة لعديد من قيادات الإخوان، وهو ما يخشى مراقبون أن تكون حادثة الاغتيال الجديدة ذريعة للسلطات المصرية للقيام بحركة مماثلة مرة أخرى.
اقرأ/ي أيضًا: