19-يوليو-2024
الرئيس الأميركي جو بايدن

صحة بايدن لا تسمح له بمواصلة السباق الرئاسي (رويترز)

لم يعد أمام الرئيس الأميركي جو بايدن مخرجٌ من الرضوخ للأمر الواقع وإفساح المجال لشخصية ديمقراطية أخرى لخوض السباق الرئاسي في مواجهة المرشح الجمهوري دونالد ترامب، فقد تضافرت مجموعة من العوائق التي تجعل ترشح العجوز الثمانيني ضربًا من الجنون، بعد علامات التقدم في السن التي عبّرت عنها زلات لسانه المتكررة ورتابة حديثه وعسر النطق لديه، وانخراط عدد من المسؤولين الكبار في الحزب الديمقراطي وحملته الانتخابية ومجلس النواب في مسار الضغط عليه لترك المنافسة.

واكتملت العوامل الضاغطة على الرجل بتعرضه للإصابة بكورونا، ما اضطره لقطع حملته الانتخابية والدخول في حجز إجباري بمنزله في ولاية ديلاوير. فهل يحفظ بايدن ما بقي من ماء وجهه ويسلّم المشعل لغيره في ماراتون السباق الرئاسي تشرين الثاني/نوفمبر القادم؟

أكّدت مصادر ديمقراطية لموقع "أكسيوس" الأميركي أن جو بايدن استسلم سرًا للضغوط واستطلاعات الرأي السيئة، وبات من المستحيل عليه مواصلة حملته الرئاسية، مضيفًا أن الضغط الذي مورس على بايدن من قادة الحزب بالكونغرس، ومقربين منه، كفيلٌ بإقناعه بالانسحاب من السباق الرئاسي.

وكان استطلاعُ رأي، نشر يوم الخميس، أظهر أن 65% من الناخبين الديمقراطيين يطالبون بايدن بالانسحاب من الترشح للانتخابات الرئاسية الأميركية المقررة في تشرين الثاني/نوفمبر القادم، ويضاف إلى ذلك تراجع الدعم المادي لحملة بايدن، ما زاد الضغوط عليه أكثر، حيث إن قسمًا: "من كبار ممولي حملته بدأ بسدّ حنفيات مساهماته السخية".

تبرز أسماء كلٍ من نائبة الرئيس كامالا هاريس، وحاكم كاليفورنيا غافن نيوسوم، وحاكمة ميشيغان غريتشن ويتمير، ووزير النقل الأميركي بيت بوتيغيغ، بالإضافة لميشيل أوباما، كخيارات بديلة موثوق بقدرتها على  مقارعة ترامب

وفي المقابل، أعلن عدد من أثرياء البلاد، على رأسهم إيلون ماسك، دعم خصمه ترامب. وصاحب هذه الضغوط حراكٌ واسع النطاق في صفوف الديمقراطيين، الأيام الثلاثة الأخيرة، لحمله على الانسحاب، وقادت هذه الحملة 3 أسماء وازنة في الحزب الديمقراطي، هم زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ السيناتور شاك شومر، وزعيم الأقلية في مجلس النواب حكيم جيفريز، ورئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي. فهذه الأسماء.

وعلى الرغم من ولائها المعلن لبايدن، إلا أنها ضغطت عليه لمراجعة قراره الاستمرار في السباق الرئاسي، ونقلت مصادر عن هذه القيادات تلميحها بما يفيد ولأول مرة بأن جو بايدن "بات منفتحًا" على البحث بوضعه الانتخابي.

وكان بايدن نفسه ألمح إلى ذلك في حديث إذاعي قال فيه إنه سينسحب في حالة واحدة، وهي أن ينصحه أطباؤه بذلك. ويعدّ الإعلان عن إصابته بفيروس كورونا توجيهًا غير مباشر له بترك ساحة المعركة الانتخابية.

أي مرشح بديل لبايدن؟

تبرز أسماء كلٍ من نائبة الرئيس كامالا هاريس، وحاكم كاليفورنيا غافن نيوسوم، وحاكمة ميشيغان غريتشن ويتمير، ووزير النقل الأميركي بيت بوتيغيغ، بالإضافة لميشيل أوباما؛ كخيارات بديلة موثوق بقدرتها على  مقارعة ترامب. وإن كانت كامالا هاريس هي الاسم الأكثر تردّدًا كخيار عند الديمقراطيين.

كامالا هاريس

يراهن قطاع كبير من الديمقراطيين على إمكانية أن تقلب كامالا هاريس قواعد اللعبة في حال ترشيحها الذي يتوقع أن يمنح زخمًا جديدًا لحملة الديمقراطيين، لا سيما بين "صفوف الشباب المصابين بالخيبة من ترشح بايدن".

كما أنّ بمقدور هاريس، حسب خصومها من الجمهوريين، أن تغير ديناميات السباق إذا اختارت نائبًا لها حاكم ولاية من بنسلفانيا أو ميشيغين. هذا السيناريو هو ما حذر منه السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام.

وبالنسبة للديمقراطيين، فإن هاريس، بصفتها مدعية عامة سابقًا، وحتى أثناء الحملة الجارية، أظهرت مواهب قيادية، خاصةً فيما يتعلق بملف الإجهاض، وهو ملف كان حاسمًا في عدم تعرض الديمقراطيين لخسارات كبيرة في انتخابات الكونغرس النصفية عام 2022.

وخصصت صحيفة "وول ستريت جورنال" ملفًا كاملًا لهاريس التي بات الطريق أمامها ممهدًا حسب الصحيفة لخوض السباق الرئاسي، وقالت الصحيفة: "بينما بعض الديمقراطيين قد يسخرون من إمكانية ترشحها، يحذر البعض الآخر داخل الحزب من احتمال تخطي أول امرأة وأول نائبة رئيس ذات بشرة داكنة، وأول امرأة في المنصب من أصول هندية". ولفت ملف "وول ستريت جورنال" إلى أن هاريس وعلى الرغم من الثغرات التي شابت طريقة إدارتها لملفي حقوق الانتخاب والهجرة، إلا أنها برعت في ملف الإجهاض.

مع ذلك، أشارت آخر استطلاعات الرأي أن الرئيس الأميركي السابق والمرشح الجمهوري، دونالد ترامب، سيتغلب بسهولة على كامالا هاريس في حال ترشحها لمنافسته.

وفي هذا الصدد، أظهر استطلاع لـ"دايلي ميل"، الذي شمل ألف ناخب محتمل، أن: "ترامب سيتفوق على هاريس بفارق 11 نقطة مئوية في أي تنافس بينهما (49% مقابل 38%)، كما أظهر الاستطلاع أن ترامب سيهزم بايدن بفارق 5 نقاط (47% مقابل 42%)".

وسلط الاستطلاع الضوء حول النقاش الدائر حاليًا داخل الحزب الديمقراطي الأميركي، لافتًا الانتباه إلى أن هاريس: "أقل شهرةً بين الناخبين من بايدن"، ووصفت عينة الاستطلاع هاريس بأنها: "غير مؤهلة لتولي منصب الرئاسة في أميركا".

بدلاء آخرون

برزت 4 أسماء أخرى تم ترشحيها لتحل محل ترامب، والمعنيون هم حاكم كاليفورنيا غافن نيوسوم، وحاكمة ميشيغان غريتشن ويتمير، ووزير النقل الأميركي بيت بوتيغيغ، بالإضافة لميشيل أوباما زوجة الرئيس الأميريكي الأسبق باراك أوباما.

أظهر استطلاعٌ داخلي نشرته حملة بايدن بعد المناظرة أن هاريس لديها نفس فرص فوز بايدن على ترامب، إذ قال إن 45% من الناخبين سيصوتون لها مقابل 48% لترامب.

وكان لافتًا للانتباه إظهار استطلاع "دايلي ميل" أن: "حظوظ ميشيل أوباما أفضل من هاريس في حال منافستها ترامب في السباق الرئاسي"، وذلك على الرغم من أن عقيلة الرئيس السابق: "لم تعبر قط عن أي اهتمام بدخول السباق الرئاسي، لكنها مع ذلك كانت الشخصية الوحيدة التي حصلت على نتائج أعلى بين البدائل المحتملة لبايدن".

لكن باقي الاستطلاعات تمنح كامالا هاريس أفضليةً، حيث أظهر استطلاع أجرته شبكة "سي إن إن" ونشرت نتائجه في الثاني من تموز/يوليو الجاري، أن الناخبين يفضلون ترامب على بايدن بـ6 نقاط مئوية، وبنسبة 49% مقابل 43%. كما كان التأييد لهاريس بنسبة 45% مقابل 47% لترامب، وهو فارق يدخل ضمن هامش الخطأ في الاستطلاع".

وأظهر نفس الاستطلاع أن: "التأييد لهاريس من المستقلين بلغ 43% مقابل 40% لترامب، كما أن الناخبين المعتدلين من كلا الحزبين أيدوها بنسبة 51% مقابل 39% لترامب".

وأظهر استطلاع آخر أجرته "رويترز" بعد المناظرة التلفزيونية بين ترامب وبايدن، أن هاريس وترامب متعادلان تقريبًا، إذ أيدها 42% وأيده 43%.

وعدا عن ذلك، أظهر استطلاع داخلي نشرته حملة بايدن بعد المناظرة أن هاريس لديها نفس فرص فوز بايدن على ترامب، إذ قال إن 45% من الناخبين سيصوتون لها مقابل 48% لترامب.