قالت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، إن القصف الإسرائيلي على جنوب لبنان، يوم 13 تشرين الأول/ أكتوبر، أدى إلى استشهاد الصحفي عصام عبد الله، وإصابة 6 صحفيين آخر، في "هجوم متعمد مفترض على المدنيين، وبالتالي جريمة حرب".
من جانبه، قالت منظمة العفو الدولية، إنها وصلت "إلى خلاصة تُفيد بأنه يجب التحقيق بهذا الهجوم باعتباره جريمة حرب". مضيفةً: "يجب إجراء تحقيق مستقل ونزيه ولا يمكن السماح لإسرائيل بقتل الصحفيين والإفلات من العقاب".
وأكدت "هيومن رايتس ووتش"، على أن المجموعة الصحفية التي تعرضت للإصابة بالقذائف الإسرائيلية، كانت بعيدة تمامًا عن موقع الاشتباكات، ومكثت في الموقع لمدة 75 دقيقةً، كان القصف الإسرائيلي تجاههم على دفعتين، مشيرةً إلى أنها لم تجد أي دليل على وجود هدف عسكري قرب موقع الصحفيين.
أكدت "هيومن رايتس ووتش"، على أن المجموعة الصحفية التي تعرضت للإصابة بالقذائف الإسرائيلية، كانت بعيدة تمامًا عن موقع الاشتباكات"
وقال رمزي قيس، باحث لبنان في هيومن رايتس ووتش: "هذه ليست المرة الأولى التي يفترض فيها أن القوات الإسرائيلية هاجمت صحفيين عمدًا وتسببت بالقتل والدمار. يجب محاسبة المسؤولين والإعلان بوضوح أن الصحفيين وغيرهم من المدنيين ليسوا أهدافا مشروعة".
وأضاف المنظمة: "تشير الأدلة إلى أن الجيش الإسرائيلي كان يعلم، أو ينبغي له أن يعلم، أن مجموعة الأشخاص الذين أطلق النار عليهم كانوا مدنيين".
وتشير أدلة الفيديو، والتحليل الصوتي من قبل خبراء، وشهادات الشهود إلى أن المجموعة كان مرئية لكاميرات طائرة مُسيّرة قريبة هي إسرائيلية على الأرجح، وضمن مجال الرؤية من خمسة أبراج مراقبة إسرائيلية، وأنه يرجّح أن المجموعة استُهدفت بوحدة ذخيرة واحدة على الأقل من المدفع الرئيسي لدبابة من موقع عسكري إسرائيلي على بعد نحو 1.5 كيلومتر في الجنوب الشرقي.
وفي التفاصيل، قالت المنظمة: "وقعت الهجمات حوالي الساعة 6 مساء في 13 تشرين الأول/أكتوبر. قال الأشخاص الذين قابلتهم هيومن رايتس ووتش إن الصحفيين تجمعوا الساعة 4:45 بعد الظهر في منطقة خالية على قمة تل في علما الشَّعب لتصوير القتال على الحدود الجنوبية للبنان. قبل حوالي ساعة من الهجمات، بعد ما يشتبه أنه محاولة تسلل من قبل مسلّحين من لبنان إلى بلدة حنيتا الإسرائيلية، على بعد نحو 2.2 كيلومتر، تم تبادل إطلاق النار عبر الحدود بين القوات الإسرائيلية ومجموعات مسلحة".
وقال الصحفيون الذين قابلتهم هيومن رايتس ووتش، إن وحدة الذخيرة الأولى أصابت الصحفي في رويترز عصام عبد الله وجدارًا إسمنتيًا منخفضًا، ما أدى إلى استشهاده فورًا وإصابة المصورة الصحفية في "وكالة فرانس برس" كريستينا عاصي بجروح بالغة. وبعد 37 ثانية، أدى هجوم آخر إلى تدمير مركبة تابعة لقناة "الجزيرة" واشتعال النيران فيها وجرح ستة صحفيين، بينهم كارمن جوخدار وإيلي براخيا من الجزيرة، وديلان كولينز وكريستينا عاصي من أ ف ب، وثائر السوداني وماهر نزيه من رويترز.
قال كولينز، وجوخدار، وبراخيا لـ "هيومن رايتس ووتش"، إن الصحفيين السبعة كانوا يرتدون خوذات وسترات واقية زرقاء مكتوب عليها "PRESS" (صحافة)، وكان يمكن التعرف عليهم بوضوح على أنهم صحفيون.
وأضافت: "ظل الصحفيون ثابتين في هذا الموقع المكشوف، ضمن مجال الرؤية للقوات الإسرائيلية المتمركزة في شمال إسرائيل، على بعد 2.2 كيلومتر، لمدة ساعة و15 دقيقة على الأقل".
وأكدت هيومن رايتس ووتش وجود "هليكوبتر" إلى الجنوب من موقع الصحفيين قبل ساعة، و30 دقيقة، و5 دقائق من الضربة من خلال فيديوهات راجعتها. أشارت إفادات الشهود والمراسلين الذين كانوا يبثون على الهواء مباشرة في ذلك الوقت إلى أن الهليكوبتر كانت تحلق فوق المنطقة لفترات مختلفة قبل الضربة الأولى، بما يشمل آخر 15 دقيقة، ودقيقة واحدة قبل الهجوم.
وحددت إفادات الشهود والتحليل الصوتي للفيديوهات التي أجراها فريقان من الخبراء الذين استشارتهم هيومن رايتس ووتش، بينهم منظمة "إيرشوت" غير الحكومية وخبير في الولايات المتحدة، وجود طائرة مسيّرة قبل الضربة الأولى. وفقًا لتحليل صوتي أجراه خبيران، حامت الطائرة قرب موقع الصحفيين 11 مرة خلال الـ 25 دقيقة التي سبقت الضربتين. خلص تحليل ثالث أجرته مجموعة بريطانية لخبراء الصوت إلى أن الصوت يتوافق مع صوت محرك كهربائي يدور حول موقع الصحفيين قبل الضربة الأولى، ويمكن أن يكون دليلًا على وجود طائرة مسيّرة بمروحة.
ودعت المنظمة، حلفاء حلفاء إسرائيل، من الولايات المتحدة، وبريطانيا، وكندا، وألمانيا، إلى تعليق المساعدات العسكرية ومبيعات الأسلحة لإسرائيل، نظرًا للخطر الحقيقي المتمثل في استخدامها لارتكاب انتهاكات جسيمة.
يشار إلى أن إسرائيل، قتلت أكثر من 60 صحفيًا، منذ بداية عدوانها على قطاع غزة، منهم 3 في جنوبي لبنان.