يدعي جاريد كوشنر العمل للوصول إلى اتفاق سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، إلا أن مؤسسة كوشنر الخيرية التابعة لشركاته تمول مستوطنةً مثيرةً للجدل في الضفة الغربية. كان ذلك ما قاله الصحافي جاستن إليوت، في مقاله حول جاريد كوشنر. نُشر المقال في موقع مؤسسة "بروبابليكا"، وهي مؤسسة تهتم بالصحافة الاستقصائية. وفيما يلي ترجمتنا للمقال.
يقود جاريد كوشنر جهود الحكومة الأمريكية لتطوير خطة سلام إسرائيلية فلسطينية، ولكن المثير للجدل أن مؤسسة كوشنر الخيرية تُموِّل مستوطنةً إسرائيلية متشددة في الضفة الغربية
يقود جاريد كوشنر جهود الحكومة الأمريكية لتطوير خطة سلام إسرائيلية فلسطينية، ولكن المثير للجدل أن مؤسسة كوشنر الخيرية تُموِّل مستوطنةً إسرائيلية متشددة في الضفة الغربية. قدم صندوق التبرعات في تلك المؤسسة الخيرية مبلغ 18 ألف دولار على الأقل لمركز الأصدقاء الأمريكيين لبيت ياشيفا، وفقًا لكتاب المانحين الذي تم توزيعه في حفل المجموعة السنوي، مساء يوم الأحد الماضي.
وذكرت صحيفة "هآرتس" أن عائلة كوشنر قد أعطت أموالًا خلال السنوات الماضية للمجموعة التي تُمول بناء مستوطنةٍ بيت إيل خارج مدينة رام الله الفلسطينية. لكن هذه هي المرة الأولى التي يقومون فيها بذلك، بينما يشغل جاريد كوشنر، منصب مستشار الرئيس الأمريكي، والمسؤول الرئيسي في الإدارة عن ملف خطة السلام في المنطقة. وقال المدافعون عن حل الدولتين أن هذا التبرع يعد أمرًا مثيرًا للقلق نظرًا لدور كوشنر الحالي.
اقرأ/ي أيضًا: عزمي بشارة: حصار قطر حرب قذرة والسعودية دون استراتيجية في مواجهة إيران
وتقول لارا فريدمان، رئيس مؤسسة السلام في الشرق الأوسط: "في الظروف العادية نتوقع من شخص لديه خلفية من الأنشطة المتعلقة بإسرائيل أن يتخذ خُطوةً إلى الوراء بعد أن أصبح وسيطًا في عملية السلام بين الطرفين، ولكن على العكس من ذلك، لم يكتفِ كوشنر فقط بالحفاظ على تلك الأنشطة بل لا زال يقدم المزيد من التعاون".
وتُعتبر المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية إحدى العقبات الرئيسية أمام حل الدولتين. كما تُعتبر مستوطنة بيت إيل، التي بُنيت على أرضٍ فلسطينيةٍ خاصة استولى عليها الجيش الإسرائيلي في السبعينيات، من أكثر المستوطنات الراديكالية سياسيًا. وقد غير الرئيس دونالد ترامب السياسة الأمريكية قائلًا أنه لا يعتقد أن حل الدولتين جزءٌ ضروري من اتفاق عملية السلام. وفي خطوةٍ استباقية من المتوقع أن تؤدي إلى تفاقم التوترات، سيعلن ترامب القدس عاصمة لإسرائيل اليوم -كُتب المقال قبل الإعلان- وقد أعلن ترامب بالفعل .
جاء التبرع لبيت إيل، من صندوق خيري، يسيطر عليه تشارلز كوشنر بنفسه، والد جاريد كوشنر، وفقًا لما ذكرته المتحدثة باسم شركة كوشنر، كريس تايلور. في حين رفض المتحدث باسم البيت الأبيض التعليق.
تنحى كوشنر من منصبه كرئيسٍ تنفيذي لشركات كوشنر في وقتٍ سابقٍ من هذا العام، ولكن لا يزال لديه مصالح مالية كبيرة في الإمبراطورية العائلية، والتي تعمل في الأساس في العقارات.
اقرأ/ي أيضًا: هل صممت المنظومة الأمريكية لتحمّل رئيس مثل ترامب؟
هذا وقد شهد 1300 شخص حفل العشاء في بيت إيل، الذي عُقِد في وسط مانهاتن ماريوت، يوم الأحد، وكان الجميع في مزاج جيد. وجاء في كتابٍ لامعٍ وُزّع على كل الحضور: "2017 هو العام الذي تبدأ فيه عمليات البناء لمؤسسات بيت إيل". وجاء أيضًا فيه: "من خلال السياسة الجديدة لوزارة الخارجية الأمريكية التي تخلو من الإدانات، لا يهدر بيت إيل دقيقة واحدة". جديرٌ بالذكر أن الرئيس السابق لمجموعة بيت إيل، ديفيد فريدمان، هو الآن سفير إدارة دونالد ترامب في إسرائيل.
وقد التقِطت صورةٌ للضيوف وهم مبتسمون مع جون بولتون، سفير إدارة بوش السابق لدى الأمم المتحدة. وأظهر فيلمًا قصيرًا تم عرضه تدريبًا لبعض الشباب في المدرسة الثانوية في الأكاديمية العسكرية للمستوطنة. وقال كارين فراجر، وهو ناشطٌ تحدث من خلال شريط فيديو الذي عُرض: "بيت إيل مهمٌ جدًا لنا لأنه يؤكد على مطالبتنا بأن الله قد أعطانا هذه الأرض". وفي وقتٍ سابقٍ، أبدى جاريد كوشنر مظهرًا عامًا نادرًا في واشنطن، مستخدمًا نبرةً مختلفةً.
تُعتبر مستوطنة بيت إيل، التي بُنيت على أرضٍ فلسطينيةٍ خاصة استولى عليها الجيش الإسرائيلي في السبعينيات، من أكثر المستوطنات الراديكالية سياسيًا
وقال جاريد كوشنر في منتدى سابان: "لقد حاول فريقنا بجد أن يقوم بالكثير من الاستماع -ليس فقط مع الإسرائيليين، ولكن مع الفلسطينيين أيضًا ومحاولة تفهم وجهات نظرهم وخطوطهم الحمراء".
وتأتى تبرعات شركة كوشنر لبيت إيل في الوقت الذى يخضع فيه جاريد كوشنر؛ للتمحيص بسبب جهوده الفاشلة، في شهر كانون الأول/ديسمبر الماضي، لمنع قرار الأمم المتحدة بشجب بناء المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية. جاء هذا الجهد، الذى تم ضمه إلى التهم المنسوبة لمستشار الأمن القومي السابق مايكل فلين، بعد الانتخابات وقبل أن يتسلم دونالد ترامب مقاليد الأمور كرئيسًا.
وترتبط أسرة كوشنر بصندوقين خيريين آخرين على الأقل، بما في ذلك مؤسسة تشارلز، وسيريل كوشنر. وأثار تقرير صدر مؤخرًا في "نيوزويك" تساؤلات حول ما إذا كان كوشنر قد كشف بشكلٍ صريح عن دوره في المنظمات غير الربحية في الكشف الأخلاقي الرسمي.
اقرأ/ي أيضًا: