صعّدت روسيا من حدّة عمليات القصف على مستوى جبهات القتال المختلفة في أوكرانيا، فبحسب معلومات نشرها الجيش الأوكراني شنت القوات الروسية هجومًا متزامنًا على 3 جبهات شرقي أوكرانيا وجنوبها، وتزامن هذا التصعيد في القصف مع إعلان كييف انقطاع الكهرباء عن 10 ملايين أوكراني بسبب القصف الروسي الذي تضررت منه بشكل كبير محطات الطاقة جنوب البلاد وشرقها، فيما دخلت الوكالة الدولية للطاقة الذرية من جديد على الخط بإصدارها قرارًا جديدًا ضد موسكو فيما يتعلق بمحطة زاباروجيا النووية في أوكرانيا التي تسيطر عليها حاليًا القوات الروسية في ظل وجود مراقبين دوليين لوكالة الطاقة الذرية.
صعّدت روسيا من حدّة عمليات القصف على مستوى جبهات القتال المختلفة في أوكرانيا
وفي تفاصيل التطورات الميدانية للحرب كشف نائب رئيس إدارة العمليات الرئيسية لهيئة الأركان العامة الأوكرانية أوليكسي غروموف أن القوات الروسية "تواصل منذ الأمس قصف مواقع القوات الأوكرانية والبلدات قرب خطوط التماس، وتشن هجمات نحو مقاطعتي دونيتسك ولوغانسك بإقليم دونباس الواقع شرق البلاد وزاباروجيا جنوبي شرق أوكرانيا".
وبحسب مصادر أوكرانية رسمية شهد الخميس معارك شديدة في دونيتسك، كانت حصيلتها حسب وزارة الدفاع الروسية سيطرة القوات التابعة لها على طريق حيوي جنوبي المقاطعة وتدمير عدد كبير من الآليات العسكرية الثقيلة ومنصات لإطلاق الصواريخ تابعة للقوات الأوكرانية. وأضافت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها تمكنت أيضا من صد هجوم للقوات الأوكرانية في محاور بإقليم دونباس، وكبّدتها خسائر فادحة.
كما نشرت الدفاع الروسية صورًا ادّعت أنها "لقصف بالصواريخ على مواقع للقوات الأوكرانية في مدينة باخموت التي تحاول السيطرة عليها منذ فترة". على الجانب الأوكراني، أفادت قيادة الأركان الأوكرانية بمقتل وجرح 50 جنديًا روسيًا، في لوغانسك وبالتحديد في قصف استهدف تمركزًا للقوات الروسية قرب بلدة "دينيز هينكو فو"، بالمقاطعة.
وحول آخر التطورات الميدانية للجيش الأوكراني، تحدث نائب رئيس إدارة العمليات الرئيسية لهيئة الأركان العامة الأوكرانية أوليكسي غروموف عن أن قوات بلاده "وصلت لخط المواجهة على طول الضفة اليمنى لنهر دنيبرو الذي يشق مناطق عدة، بينها خيرسون التي استعادتها القوات الأوكرانية قبل أيام".
وبالنسبة للتكلفة المدنية والخدمية لتصعيد القصف أفادت السلطات الأوكرانية الجمعة 18 تشرين الثاني/نوفمبر بتضرر المزيد من منشآت الطاقة بسبب الهجمات الروسية الجديدة التي طالت مناطق بينها كييف وأوديسا ودنيبرو، ونتج عن تلك الأضرار انقطاع واسع للتيار الكهربائي عن أكثر من 10 ملايين أوكراني، كلهم في كييف التي شهدت أول تساقط للثلوج هذا العام بحسب تصريح أدلى به الرئيس فولوديمير زيلينسكي. كما أدّت الهجمات الروسية الجديدة إلى إصابة 14 مدنيًا على الأقل.
في سياقٍ مُتصل، طالبت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في قرارٍ جديد، روسيا بالانسحاب من محطة زاباروجيا النووية، ووقف هجماتها التي تستهدف مواقع نووية في أوكرانيا. وتمّ تبني القرار الجديد بموافقة 24 دولةً عضوًا في مجلس حكام الوكالة من أصل 35، فيما صوتت روسيا والصين ضده، مع امتناع 7 دول أخرى عن التصويت من بينها السعودية والهند وباكستان مع غياب دولتين.
وكانت القوات الروسية سيطرت على محطة زاباروجيا النووية التي تُعدّ الأكبر في أوروبا في آذار/مارس الماضي، وقبلت موسكو وجود مفتشين للوكالة الدولية للطاقة الذرية في هذه المنشأة الحيوية وسط تبادل للاتهامات بين كييف وموسكو بمحاولة تخريبها والتسبب في كارثة نووية.
القوات الروسية سيطرت على محطة زاباروجيا النووية التي تُعدّ الأكبر في أوروبا في آذار/مارس الماضي
يشار إلى أنه تجري مفاوضات يقودها المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي للتوصل إلى اتفاق يقضي بإنشاء منطقة آمنة حول المحطّة، لكن جهوده لم تكلّل بالنجاح بعد.