ألتراصوت- فريق التحرير
قبل يومين من انطلاق مباحثات فيينا حول برنامج إيران النووي أعلنت طهران أنها اختارت التفاوض وهيّأت الظروف لاتفاق جيد وسريع، إلا أن المبعوث الأمريكي الخاص لإيران روبرت مالي تحدث أيضًا أمس السبت 27 تشرين الثاني/نوفمبر بنبرة تهديد عالية، واضعًا طهران بين خيارين: "إما العودة للاتفاق الذي جرى التفاوض عليه مع تخفيف العقوبات والالتزام بالقيود على برنامجها النووي وإما الدخول في أزمة والخضوع للمزيد من الضغوط والعقوبات الأمريكية". وقد اعتبر المبعوث الأميركي، أن هذه المسألة ستكون حاسمة في محادثات فيينا المقبلة على حد تعبيره.
المبعوث الأميركي الخاص لإيران روبرت مالي تحدث أمس السبت 27 تشرين الثاني/نوفمبر بنبرة تهديد عالية ضدّ طهران
وفي التفاصيل أجرى المبعوث الأمريكي الخاص لإيران روبرت مالي مقابلة مع إذاعة "بي بي سي" البريطانية جدّد فيها في البداية "استعداد واشنطن للعودة إلى الاتفاق"، داعيا في نفس الوقت طهران "إلى الامتثال المتبادل لبنود الاتفاق".
وحول إمكانية اتباع سياسة العصا والضغوطات على إيران لم يستبعد المبعوث الأميركي "أن تمارس واشنطن وشركاؤها ضغوطًا على إيران إذا استخدمت المباحثات في فيينا ذريعة لتسريع برنامجها النووي"، معتبرا أن إيران "لن تفلح إذا ظنّت أنها تستطيع استغلال الوقت لتوسيع نفوذها وتطورير برنامجها النووي في غفلة من الولايات المتحدة الأمريكية وشركائها الدوليين".
وقال روبرت مالي في هذا الصدد: "إذا كانت إيران تعتقد أن بإمكانها استغلال هذا الوقت لتعزيز قوتها ثم تعود وتقول إنها تريد شيئا أفضل، فلن ينجح ذلك. وسنفعل نحن وشركاؤنا كل ما لدينا لعدم حدوث ذلك".
وتابع مالي قائلًا: "نأمل ألا نصل إلى ذلك، ولكن إذا حدث ذلك، فسيتعين زيادة الضغط لنبعث رسالة إلى إيران مفادها أن خيارها خطأ، وأن لديها مسارا مختلفا، لكنه ليس مسارا مفتوحا إلى أجل غير مسمى لأن برنامج إيران النووي يُعرّض أصل الاتفاق الذي تم التفاوض عليه للخطر".
هذا ومن المقرر أن تُستأنف المحادثات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران بمشاركة الدول الكبرى غدا الاثنين بعد توقف دام 5 أشهر، وبعد ستّ جولات لم يتم التوصل خلالها لعودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي مع إيران.
وكان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب قد انسحب من الاتفاق المبرم حينها عام 2015، وأعاد العقوبات المفروضة على إيران، لتقوم الأخيرة باستئناف أنشطتها النووية وتتنصل من القيود التي فرضها عليها اتفاق 2015.
وتربط إيران حاليا الالتزام بتلك القيود برفع جميع العقوبات المفروضة عليها دفعة واحدة، وهو ما تُعارضه واشنطن التي عرضت تخفيفًا للعقوبات ورفعًا تدريجيًا لها.
وفي هذا الإطار قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس الثلاثاء الماضي: " إن واشنطن ليست مستعدة لاتخاذ خطوات أحادية من قبيل تخفيف العقوبات المفروضة على إيران فقط من أجل العودة إلى طاولة المفاوضات، ولكنها مستعدة للعودة المشتركة إلى الاتفاق النووي.
نيد برايس: "إذا أظهر الإيرانيون الافتقار إلى الهدف الواضح فستلجأ واشنطن إلى أداوت أخرى يجري النقاش بشأنها مع شركاء الولايات المتحدة"
مضيفًا أنه "إذا أظهر الإيرانيون الافتقار إلى الهدف الواضح فستلجأ واشنطن إلى أداوت أخرى يجري النقاش بشأنها مع شركاء الولايات المتحدة".
واعتبر برايس في ذات الوقت أن المفاوضات غير المباشرة مع إيران لا يمكن أن تستمر إلى الأبد، مشددًا على أن الامتثال للاتفاق النووي الموقع عام 2015 يصب في مصلحة الجميع، بما في ذلك طهران.
اقرأ/ي أيضًا:
وزير الخارجية الإيراني يتحدث عن ظروف مناسبة للتوصل لاتفاق جيد في فيينا
مسؤول إماراتي إلى طهران في مساعٍ لنزع فتيل التوترات
مناورات عسكريّة روسية مكثفة شمال سوريا وقصف تركي لمواقع لـ"قسد"