لا يختلف المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية، دونالد ترامب، عن معظم السياسيين، لناحية تكراره لنفس الملفات في كل خطاب، لكنه، كما تلاحظ صحيفة "نيويورك تايمز"، على العكس من معظم السياسيين الأميركيين، يقدم رؤيةً قاتمة لأميركا، ويطلق ألقابًا ساخرة على خصومه، ويعد باستخدام سلطة الحكومة لمعاقبة منافسيه.
وذهب الكاتبان، إيان براساد فيلبريك، وآشلي وو، إلى تعداد ستة ملفات يعود إليها ترامب باستمرار، مركزين في ذات الوقت على ما يريان أنها ستة عيوب قاتلة يكررها ترامب خلال تجمعاته الانتخابية، وهي على النحو الآتي:
لغة الإهانات:
تعتبر لغة ترامب على العموم فظةً، خاصة عندما يتعلق الأمر بخصومه السياسيين، فهو يصف منافسته الديمقراطية، كامالا هاريس، بأنها "مجنونة" و"معاقة عقليًا"، وأنها "شخص ماركسي شيوعي فاشي"، وغالبًا ما "يخطئ" في نطق اسمها، لمزًا في أصولها.
احترف ترامب الإهانات السياسية وبات متهّمًا أنه يسعى من خلال العودة إلى البيت الأبيض للانتقام من معارضيه
أما الرئيس الحالي، جو بايدن، فدأب على وصفه بأنه "فاسد" و"لا يدرك أنّه حي". ولا يستثني ترامب الرئيس السابق، باراك أوباما، وزوجته وميشيل أوباما، حيث يصفهما بأنهما "أشخاص بغيضون"، أما نانسي بيلوسي، الرئيسة السابقة لمجلس النواب الأميركي، فيصفها بأنها "مجنونة مثل بق الفراش"، ويضيف ترامب من توابل الإهانات بالقول إن الليبراليين "يريدون تدمير بلدنا".
ولم يسلم أنصاره الجمهوريون من انتقاداته وإهاناته، حيث طعن في ولاء الحاكم، بريان كيمب، الذي صدق على فوز بايدن في جورجيا في انتخابات 2020. وبالنسبة للصحفيين لا يخفي ترامب احتقارهم له بسبب ما يدّعيه من أنهم غير منصفين له.
ترديد الأكاذيب:
لا يسأم ترامب من ترديد وترويج الأكاذيب في تجمعاته الانتخابية على مسامع مؤيديه. وفي بعض الأحيان يتم تكذيب ادعاءاته بسهولة مثل زعمه بأن الحكومة الفيدرالية لا تساعد ضحايا إعصار هيلين، وادعاءات أخرى تدعم رواياته عن تدهور أميركا، أو عدم كفاءة المسؤولين، أو فساد الديمقراطيين، وغيرها من الأكاذيب الصريحة بأن الديمقراطيين يدعمون قتل الأطفال أو يريدون السماح للمهاجرين غير النظاميين بالتصويت.
العداء للمهاجرين:
يردد ترامب، حسب "نيويورك تايمز"، بشكلٍ ببغائي بعض الكلمات والمقاطع المعينة في معظم التجمعات، لبهجة الحضور. وتشمل هذه المقاطع "الأفعى"، وهي قصيدة مناهضة للهجرة كان ترامب يتلوها منذ حملته الانتخابية في عام 2016. كما يستطلع آراء الحاضرين حول ألقاب جديدة لهاريس وبايدن، ويشبه المهاجرين بآكل البشر هانيبال ليكتر.
تمجيد العنف:
من المعروف أن رئاسة ترامب انتهت بأعمال شغب في مبنى الكابيتول الأميركي، وبدلًا من أن يمثل ذلك وصمة عار سياسي في جبينه، فإن المرشح الجمهوري، حسب "نيويورك تايمز"، "يستخف أحيانًا أو يحتفل أو يبدو وكأنه يدعو للعنف".
وسبق لترامب أن قال إنه في التعامل مع المهاجرين غير النظاميين "ستكون هناك قصة دموية"، مقترحًا إعطاء الشرطة السلطة لتنفيذ "يومٍ عنيف جدًّا" لردع الجريمة.
شخص استطرادي:
تعتبر نيويورك تايمز أن متابعة تجمعات ترامب مهمة صعبة، فهو ينتقل من موضوع إلى آخر، وأحيانًا يغير الموضوع في منتصف الجملة، وهو ما يطلق عليه مصطلح "النسيج". كما أحيانًا ليس لبعض الأفكار التي يطرحها ترامب علاقة بالسياسة، مثل فكرة جانبية في تجمع الشهر الماضي حين شبه ترامب نفسه بألفيس بريسلي.
الأخطاء في الألفاظ:
ترى "نيويورك تايمز" أنّ الأخطاء التي يرتكبها ترامب في الألفاظ قد زادت وتيرتها سوءًا مع تقدمه في العمر. كما أنه يتعثر بانتظام في كلماته أو يلفظها بشكل غير صحيح. ففي العام الماضي، أخطأ في الخلط بين بيلوسي ونيكي هايلي، وبين بايدن وأوباما. ومرةً أخرى، قال إن، فيكتور أوربان، زعيم لتركيا بدلًا من هنغاريا. مع العلم أنه طالما سخر من قدرات بايدن الذهنية عندما كان منافسًا له، لكنّ اختيار، كامالا هاريس، جرّده من تلك الوسيلة الدعائية التي انقلبت ضدّه.