26-يوليو-2024
محور فيلادلفيا

لا تريد إسرائيل سحب قواتها من محور فيلادلفيا (رويترز)

كشفت وكالة "رويترز" أنّ أربعة مصادر مشتركة أكّدوا أنّ حكومة الاحتلال الإسرائيلي تسعى إلى إدخال تعديلات على خطة تهدف إلى التوصل لهدنة في غزة، وإطلاق سراح المحتجزين لدى حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية "حماس"، الأمر الذي يعقّد التوصل لاتفاق ينهي العدوان على غزة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي.

وأوضحت "رويترز" أنّ مصدرين مصريين، بالإضافة إلى مصدر فلسطيني ومصدر غربي، أكّدوا أنّ "إسرائيل" تقول إنّه يتعين فحص النازحين الفلسطينيين لدى عودتهم إلى شمال القطاع عندما يبدأ وقف إطلاق النار، متراجعة بذلك عن توافق يسمح للمدنيين الذين فروا إلى الجنوب بالعودة إلى ديارهم بحرية.

وطلبت المصادر التي تحدثت إلى "رويترز" عدم الكشف عن هويتها بسبب حساسيّة المحادثات المتقطّعة، والتي تهدف إلى إبرام اتفاق من أجل هدنة في غزة، وإطلاق سراح المحتجزين.

أكّدت مصادر مشتركة أنّ حكومة الاحتلال تسعى إلى إدخال تعديلات على خطة تهدف إلى التوصل لهدنة في غزة

وذكر المسؤول الغربي أنّ المفاوضين الإسرائيليين: "يريدون آلية فحص للسكان المدنيين العائدين إلى شمال غزة، إذ إنّهم يخشون من أن يدعم هؤلاء السكان" مقاتلي "حماس" الذين ما زالوا يتحصنون هناك.

وقال المصدر الفلسطيني والمصدران المصريان إنّ "حماس" رفضت المطلب الإسرائيلي الجديد، وأضافت "رويترز" أن المصدرين المصريين أشارا إلى أنّ هناك نقطة خلاف أخرى تتعلق بطلب "إسرائيل" الاحتفاظ بالسيطرة على حدود غزة مع مصر، وهو ما ترفضه القاهرة باعتباره يتجاوز أيّ إطار لاتفاق نهائي ترضى به الأطراف.

وكانت قوات الاحتلال قد سيطرت على الشريط الاستراتيجي في أيار/مايو الفائت، وزعمت أنّه توجد أسفله أنفاق تهريب كانت حركة "حماس" تحصل من خلالها على الأسلحة وغيرها من الإمدادات.

وتقول مصر إنّها دمّرت شبكات الأنفاق المؤدية إلى غزة قبل سنوات، وأقامت منطقة عازلة وتحصينات حدودية لمنع التهريب.

وقال المسؤول الغربي والمصدران المصريان إنّ المسؤولين الإسرائيليين طرحوا المطلب الخاص بإيجاد آلية لفحص المدنيين العائدين إلى شمال غزة خلال جولة المفاوضات الأخيرة في القاهرة، والتي عُقدت في وقت سابق من هذا الشهر. وقال المسؤول الغربي إنّ هذا: "لم يكن متوقعًا".

وأضاف المسؤول أنّ "إسرائيل" لا تشعر بالقلق فحسب بشأن تسلل مقاتلي "حماس" إلى الشمال، وإنما أيضًا بشأن "العملاء" الموجودين بين المدنيّين، ويقدمون الدعم بشكل سري للحركة التي تحكم القطاع، على حد ما ذكرت الوكالة.

وقال المسؤول والمصادر الثلاثة الأخرى إنّ الإسرائيليّين لا يرغبون في سحب قواتهم من محور فيلاديلفيا (صلاح الدين)، وهو شريط من الأرض بطول 14 كم على الحدود مع مصر.

وقال المسؤول الغربي إنّ الأيام القليلة الماضية شهدت مساعي لإيجاد حل لهذه القضية، إما من خلال انسحاب إسرائيلي: "أو التوصل إلى بعض التفاهم حول كيفية إدارة ذلك"، دون أن يخوص في التفاصيل.

وأفاد مسؤول كبير في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، للصحفيين، الأربعاء الماضي، قبل اجتماع نتنياهو مع بايدن، بأنّهم في المراحل الختامية من التوصل لاتفاق.

وتابع المسؤول: "هناك بعض الأمور التي نحتاجها من حماس، وهناك بعض الأمور التي نحتاجها من الجانب الإسرائيلي. وأعتقد أنكم سترون ذلك يحدث هنا على مدار الأسبوع المقبل"، مضيفًا أنّ من بين الأمور المطلوبة من حماس: "الرهائن (المحتجزين) الذين سيخرجون"، دون مزيد من التوضيح.

ولم يرد مكتب رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، ولا البيت الأبيض ووزارة الخارجية المصريّة على الفور على طلبات للتعليق على مطالب "إسرائيل".

وتأتي الأنباء عن نقاط خلاف جديدة في الوقت الذي دعا فيه بايدن خلال محادثاته مع نتنياهو في واشنطن، أمس الخميس، للتوصل إلى اتفاق نهائي لوقف إطلاق النار.

وقال المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض، جون كيربي، في تصريح للصحفيين: "نحن الآن أقرب مما كنّا عليه من قبل"، لكنّه أشار إلى وجود فجوات.

ويتألف الإطار (مقترح بايدن لوقف الحرب) من ثلاث مراحل تتضمن: وقف إطلاق النار لستة أسابيع، بالإضافة إلى تحرير المحتجزات النساء وكبار السن والجرحى مقابل الإفراج عن المئات من الفلسطينيّين المعتقلين في سجون الاحتلال.

ومن المفترض أن تستمر المحادثات بشأن المرحلة الثانية، والتي يصفها بايدن بأنّها "نهاية دائمة للأعمال القتالية" خلال المرحلة الأولى، على أن تبدأ عمليات إعادة إعمار كبرى في المرحلة الثالثة.

وتتوسط الولايات المتحدة وقطر ومصر في محادثات غير مباشرة بين حكومة الاحتلال و"حماس"، وتتمحور الوساطة حول إطار عمل يستند إلى عرض إسرائيلي دعمه بايدن الذي يضغط على الجانبين لحل ما يتبقى من خلافات.

تأتي الأنباء عن نقاط خلاف جديدة في الوقت الذي دعا فيه بايدن خلال محادثاته في واشنطن مع نتنياهو للتوصل إلى اتفاق نهائي لوقف إطلاق النار

وقال القيادي في "حماس"، سامي أبو زهري، إنّ: "نتنياهو ما زال يراوغ ولا يوجد أي تغيير على موقفه"، وأضاف أبو زهري، الذي لم يكن يعلّق بشكل مباشر على مطالب "إسرائيل"، أنّ: "الإدارة الأميركية تحاول التغطية على تعطيل نتنياهو للصفقة بالقول إنّ هناك أشياء مطلوبة من الطرفين، وهذا بعيد عن الحقيقة".

وكان رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية، سي.كيو. براون، قد أشار في تصريحات للصحفيين، أمس الخميس، إلى أنّه لم يطلع بعد على الكثير من التفاصيل من إسرائيل بشأن خططها لليوم التالي لانتهاء العدوان على غزة.

وقال براون: "ليس هناك الكثير من التفاصيل التي تمكنت من الاطلاع عليها من خلال خطة منهم وهذا شيء سنواصل العمل معهم عليه"، وتابع مضيفًا: "فيما يتعلق بمسألة اليوم التالي، تحدثنا مع الإسرائيليّين بشأن هذا الأمر، وكيفية القيام بمرحلة انتقالية"، مؤكدًا أنّ الإدارة الأميركية: "تحدّثت معهم عدّة مرات".