نشرت صحيفة نيوزويك الأمريكية تقريرًا نقل عن استطلاع رأي روسي، أن أغلبية الشعب الروسي يحن للاتحاد السوفيتي، ويأسف لانهياره. واعتبرت الصحيفة أنّ ذلك بمثابة "خبر سعيد" للرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي يبدو أنه يسعى لإعادة أمجاد الاتحاد السوفيتي. في السطور التالية ننقل لكم التقرير مترجمًا.
يمتلئ الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، سعادة هذا الصباح على الأرجح، بعدما أظهرت إحدى استطلاعات الرأي الجديدة، أن غالبية الروس يفتقدون الاتحاد السوفيتي، ويأسفون على انهياره.
أظهر استطلاع رأي حديث، أن 58% من الروس يفتقدون الاتحاد السوفيتي ويأسفون على سقوطه، وهو أعلى رقم منذ 2009
وأظهر الاستطلاع الذي أجراه مركز ليفادا المستقل -وهو المركز الذي يُجري هذا الاستطلاع بشكل دوري، منذ انهيار اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفيتية عام 1992- أن 58% من الروس يأسفون على سقوط الاتحاد السوفيتي، وهو أعلى رقم منذ عام 2009.
اقرأ/ي أيضًا: تعرّف إلى 5 كتاب تعرضوا للاضطهاد في زمن الاتحاد السوفيتي
واستشهد المستطلَعون بعدد من الأسباب المختلفة التي أدت إلى زيادة حنينهم للماضي. وعلى الرغم من اتفاق 54% على أن عدم وجود نظام اقتصادي موحد، كان السبب الأكبر لافتقادهم الاتحاد السوفيتي، إلا أنه لم يكن الجواب الوحيد، إذ أشار آخرون إلى شوقهم للانتماء مرة أخرى إلى "قوة عظمى"، بالإضافة إلى الشعور المتصاعد بالألم والامتعاض إزاء تزايد "انعدام الثقة والمرارة المتبادلة" في جميع أنحاء روسيا.
علاوة على ذلك، يعتقد أكثر من نصف المشاركين في الاستطلاع (52%) أن اضمحلال وانهيار الاتحاد السوفيتي، كان يمكن تجنبه. وعلى النقيض من ذلك، يعتقد 29% فقط، أن تفكك الاتحاد السوفيتي كان حتميًا، بينما قال الباقون إنه من الصعب الإجابة على هذا السؤال.
وكان من السهل تتبع النتائج عبر الفئات العمرية المختلفة، إذ كان شعور الروس الأكبر سنًا بالأسف والندم، أكبر بكثير من شعور الشباب الروسي بنفس الشيء.
وبلغت نسبة الشباب الروسي الذين تتراوح أعمارهم ما بين 18 و24 عامًا، والذين شعروا بأي مقدار من الأسف تجاه انهيار الاتحاد السوفيتي، حوالي 20%، وهو أمرٌ منطقي بالنظر إلى عدم تواجد أيًا منهم على قيد الحياة عند انهيار الاتحاد السوفيتي رسميًا في عام 1992، أما أولئك الذين تراوحت أعمارهم بين 25 و34 عامًا فانقسموا بالتساوي في الإجابة على هذا السؤال، في حين أن الروس الذين يبلغون 35 عامًا فما فوق كان لديهم أعلى معدل من الأسف على تفكك الاتحاد السوفيتي.
يمكن أن يكون رد فعل الشعب الروسي مرتبطًا بعلاقة روسيا الفاترة والمستمرة مع خصمها الرئيسي في الحرب الباردة، المتمثل في الولايات المتحدة الأمريكية. إن اختراق أنظمة الانتخابات الأمريكية خلال انتخابات عام 2016 واللاعبين الرئيسيين في حملة عام 2016، هي فرضية تحظى بقبول واسع بين المسؤولين الأمريكيين، على الرغم من أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يواصل نفي ذلك بحديث يعتبره الكثيرون "فارغًا".
أصبحت قضية التلاعب الروسي في الانتخابات الأمريكية الأخيرة، شبه مُسلمة بين المسؤولين الأمريكيين، ما عدا ترامب!
هذا وقد أكدت جميع وكالات الاستخبارات الأمريكية أن روسيا قد اخترقت أنظمة الانتخابات الأمريكية في عام 2016، فيما قال وزير الخارجية الحالي ريكس تيلرسون، في شهر نيسان/أبريل، إن القرصنة الروسية "راسخة ومتعمقة بوضوح"، ووصفها بأنها "قضية خطيرة".
من جانبها أنكرت روسيا هذه التهم من خلال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ردًا على تيلرسون، إذ قال لافروف: "سمعنا بعض التصريحات اليوم أن الولايات المتحدة لديها أدلة على تدخلنا في حملتها الانتخابية، وأود أن أقول مرة أخرى أننا لم نر أو نستقبل أي حقائق أو أدلة، أو أي شيء من شأنه أن يبدو حتى شبيهًا بالأدلة لإثبات تلك الادعاءات".
اقرأ/ي أيضًا:
البوصلة نحو موسكو.. هكذا أصبح بوتين الزعيم الجديد للشرق الأوسط