05-يوليو-2024
أعلن ريشي سوناك تحمله المسؤولية عن خسارة حزبه للانتخابات (رويترز)

أعلن ريشي سوناك تحمله المسؤولية عن خسارة حزبه للانتخابات (رويترز)

اعترف رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك بهزيمة حزبه في الانتخابات البرلمانية التي جرت أمس الخميس.

وقال سوناك: "هذه ليلة صعبة، حزب العمال فاز بهذه الانتخابات، اتصلت بزعيم الحزب كير ستارمر وهنأته"، وأضاف: "الناخبون البريطانيون أصدروا حكمهم اليوم، وهناك الكثير لنتعلم منه ونفكر فيه. أتحمل المسؤولية، وأنا آسف".

وفي تعليقه على نتائج الانتخابات، قال زعيم حزب العمال كير ستارمر:"لقد نجحنا، التغيير يبدأ الآن. عبر أرجاء البلاد، يصحو البريطانيون اليوم على تلك الأنباء، شاعرين بأن حملًا ثقيلًا أزيل من على أكتافهم"، وأضاف: "بريطانيا أولًا والحزب (العمال) ثانيًا.. سيتعين علينا التحرك على الفور، لكن لا أعدكم أن الأمور ستكون سهلة".

قال سوناك: الناخبون البريطانيون أصدروا حكمهم اليوم، وهناك الكثير لنتعلم منه ونفكر فيه. أتحمل المسؤولية، وأنا آسف

فقد تحصل حزب العمال 410 مقعدًا متقدمًا بفارق كبير على عن حزب المحافظين تقلص عدد مقاعده الانتخابية إلى 131 مقعدًا في أسوأ نتيجة انتخابية.

وبهذا، يتمتع حزب العمال بالأغلبية المطلقة في مجلس العموم المؤلف من 650 مقعدًا، ما يعني تشكيله للحكومة منفردًا دون الحاجة لعقد تحالف مع الأحزاب الأخرى.

وتعرض حزب المحافظين، الذي حكم بريطانيا لمدة 14 عامًا متتالية، لهزيمة ساحقة أمام حزب العمال، وعلى الرغم من فوز سوناك في دائرته الانتخابيّة في ريتشموند بشمال إنجلترا، إلا أنّ 10 من كبار قادة الحزب ووزراء الحكومة خسروا مقاعدهم النيابية، من بينهم رئيسة الوزراء السابقة ليز تروس، ووزير الدفاع الحالي غرانت شابس، والمرشحة المحتلة لرئاسة حزب المحافظين وزيرة الدفاع السابقة بيني مورداونت، والمشرع الأقدم في مجلس العموم البريطاني بيتر بوتوملي.

كما خسر المحافظون جميع المقاعد التي مثلها أسلاف ريشي سوناك الأربعة، فبالإضافة لخسارة ليزا تروس مقعدها في جنوب غرب نورفولك لصالح مرشح حزب العمال، فاز الحزب كذلك بمقعد بوريس جونسون السابق في أوكسبريدج، كما أخذ الديمقراطيون الليبراليون مقعد تيريزا ماي السابق في ميدنهيد، وذهبت دائرة ويتني التي مثلها ديفيد كاميرون سابقًا إلى الديمقراطيين الليبراليين كذلك.

هذا، وحل حزب الديمقراطيين الليبراليين (الوسط) ثالثًا بحصوله على 61 نائبًا.

وخسر حزب "استقلال اسكتلندا" 38 مقعدًا، ليحصل في هذه الدورة على 8 مقاعد فقط.

تحدث زعيم حزب العمال عن مرحلة جديدة في حياة البريطانيين (رويترز)

فيما حقّق حزب "إصلاح بريطانيا"، اليميني المتطرف والمناهض للمهاجرين، تقدمًا لافتًا بحصوله على 13 مقعدًا نيابيًا، وهي نتيجة أفضل من سابقتها.

وقال زعيم حزب "إصلاح بريطانيا"، نايجل فاراج: "الحكومة العمالية ستكون في ورطة قريبًا"، وأضاف: "خطتي هي بناء حركة وطنية جماهيرية على مدار السنوات القليلة المقبلة ونأمل أن تكون كبيرة بما يكفي لمواجهة تحدي الانتخابات التشريعية القادمة عام 2029 بشكل صحيح".

ومن المتوقع أن يستغل فاراج مقعده في مجلس العموم لتمرير خطابه المعادي للمهاجرين وتعزيز موقف حزبه كمعارض للحكومة القادمة، وهي المرة الأولى التي يتحصل فيها الزعيم اليميني المتطرف على مقعد في مجلس العموم بعد فوزه بمقعد عن بلدة كلاكتون أون سي الساحلية، وهي أحد معاقل المحافظين.

من جهة أخرى، حافظ الزعيم السابق لحزب العمال جيريمي كوربين على مقعده عن دائرة إيسلينغتون في مواجهة مرشح حزب العمال، وتعهد كوربين بأن "يكون شوكة في خاصرة حكومة كير ستارمر المقبلة".

أما المرشح اليساري جورج غلاوي فقد خسر مقعده النيابي بعد أن هزمه مرشح حزب العمال في مدينة روتشديل شمال أنجلترا.

وكان غالاوي قد فاز قبل أربعة أشهر بالمقعد النيابي في انتخابات فرعية، بعد وفاة النائب السابق في المدينة.

وكان لافتًا تقدم القوميين الإيرلنديين الشماليين ممثلين في حزب "شين فين"، في الانتخابات، أمام منافسهم الحزب الوحدوي الديمقراطي، ليصبحوا الحزب الأكبر الممثل لإيرلندا الشمالية في مجلس العموم البريطاني بحصولهم على سبعة مقاعد، في حين تراجع الوحدويون إلى المرتبة الثانية بحصولهم على 4 مقاعد فقط.  

وسيقدم ريشي سوناك استقالته إلى الملك تشارلز الثالث في وقت لاحق من نهار اليوم.