12-يوليو-2024
رفض سكان غزة دعوات الاحتلال للتهجير (منصة إكس)

رفض سكان غزة دعوات الاحتلال للتهجير (منصة إكس)

بعد إطلاق جيش الاحتلال الإسرائيلي لعملية برية في مدينة غزة، وإلقائه منشورات تدعو سكان المدينة لمغادرتها نحو المنطقة الوسطى والجنوب عبر خريطة ممرات إدعى أنها "آمنة"، أطلق سكان شمال قطاع غزة حملة "مش طالعين" على منصات التواصل الاجتماعي.

ولاقت الحملة تفاعلًا من النشطاء الذين شاركوا مقاطع مصورة ومنشورات مصحوبة بوسم #مش_طالعين، حيث نقلوا إصرار الأهالي على عدم مغادرتهم المدينة.

وتفاعل النشطاء مع  مقطع مصور لمحمد أبو نسيم، من سكان غزة، تساءل قائلًا: "وين نروح بعد 300 يوم من العذاب؟ بدكم نطلع إلى الجنوب؟"، وأضاف: "نموت ولا نسلّم منزلًا".

تفاعل النشطاء مع الحملة وشاركوا مقاطع مصورة ومنشورات مصحوبة بوسم #مش_طالعين

فيما خاطب أحد سكان شمال القطاع الاحتلال، قائلًا: " أنا أقول للاحتلال آخر نزوح عند الله اللي خلقنا، ومش طالعين من أرضنا".

وقد شارك المواطن يزن عز الدين، من سكان غزة، صورًا لشارع عمر المختار بعد دعوات الاحتلال لنزوح سكان الشمال. وبدا الشارع فارغًا حيث لا يوجد أي نازح إلى الجنوب. 

الصحفية هداية حسنين، النازحة إلى الجنوب، خاطبت سكان غزة عبر مقطع مصور، والدموع تغالبها، قائلة: "إياكم أن تخرجوا، إياكم أن تنزحوا، من نادمة لا تكرروا خطأنا، ابقوا في غزة.. لا تخرجوا منها مهما كان البقاء صعبًا لا تخرجوا منها".

بدوره، شارك الدكتور عبد الله محمد صورة لشابين يرفعان منشور الاحتلال الذي يطلب من سكان المدينة النزوح، مع عبارة مش طالعين.

وجاء في أحد المنشورات موقعة باسم أهالي الشمال وغزة: "صبرنا على قلة الأكل والمي، صبرنا على الموت والفقد، صبرنا على النزوح المستمر، صبرنا على الخوف والرعب، صبرنا على أمراضنا وتعبنا".

عاصم النبيه، نشر على حسابه الأجواء التي رافقت انسحاب قوات الاحتلال من حي الشجاعية وكتب: "عدت إلى الشجاعية مسرعًا هذه المرة، دمروها سابقًا وأبادوها الآن، لكن الغريب أننا لا زلنا نعرفها، نعرف البيوت من ركامها والشوارع من ترابها والمناطق من وجوه أهلها"، وأضاف: "يحج الناس إلى بقايا ناقلات الجند، يكتبون عليها رسائلهم، يلتقطون صورًا، ثم يكملون سيرهم إلى بقايا بيوتهم ليسكنوها، ليسكنوها غصبًا عن إسرائيل".

إبراهيم ظاهر، أحد سكان الشجاعية، كتب على حسابه في منصة "إكس" منشورًا أرفقه بصورة لإعلان جيش الاحتلال لسكان مدينة غزة بترك منازلهم والنزوح: "يعني النا 9 أشهر قاعدين وصامدين وتحملنا جوع وعطش وتلوث وخوف وموت ونزوح أكثر من عشر مرات وكل المصايب الي عشنا فيها وما طلعنا بدكم اليوم نطلع بدكم نسيب بلدنا وبيوتنا ونطلع. لا مش طالعين وهينا قاعدين بستشهد بداري وببلدي أشرف صامدين لأخر نفس بإذن الله".

أما عماد زقوت، ففند ادعاءات الاحتلال حول "الممرات الأمنة"، وكتب: "ادعاء الاحتلال حول وجود مناطق وممرات آمنة كذبة وخدعة، الموت والمجاعة في كل مكان بقطاع غزة، والمنطقة الوسطى التي يدعو جيش العدو أهالي غزة إلى النزوح إليها، تتعرض منذ أيام إلى سلسلة مجازر بشعة، تُقصف فيها مراكز الإيواء وخيام النازحين، لا مكان آمن في القطاع، لا طريق آمنة، هذا الجيش يقتلنا بدافع التسلية، باقون في شمال غزة إلى أن يشاء الله".

الروائي الفلسطيني يسري الغول، شدد على البقاء في غزة ورفض التهجير، وشارك النشطاء ما كتبه، وجاء فيه: "قبل أن أترك هاتفي أود تذكير الجميع، الجميع بما جرى إبان غزوة الخندق، في الوقت الذي كان يربط فيه الرسول والصحابة الحجارة على بطونهم، ولا يجدون سوى الرعب والخوف حيث بلغت القلوب الحناجر، وعندما كانوا يحفرون النفق، واجهتهم صخرة، فجاء رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام، وضرب الصخرة وهو يقول: الله أكبر، أعطيت الشام (أي أنه سيفتح الشام)، ثم مرة أخرى وهو يكبر ويقول فتحت رومية. الشاهد من الحديث، أنه رغم كل هذا الدمار، نحن نرى التحرير قريب بإذن الله، وما يجري إنما النزع الأخير للمحتل. ربما سيقول قائل، إنه هذيان ومرحلة الصدمة، ولكن ما نؤمن به أنه الإيمان واليقين بالحق والوعد"، مرفقًا المنشور بوسم #مش_طالعين.

وبين فترة والأخرى يجدد جيش الاحتلال الإسرائيلي دعواته لسكان شمال غزة بالنزوح نحو المنطقة الوسطى والجنوب، ويهدف من وراء ذلك لتنفيذ خططه المعدة سابقًا لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، بالإضافة لعرقلة سير مفاوضات وقف إطلاق النار ومحاولات انتزاع تنازلات من المقاومة.