23-أغسطس-2024
اليوم الـ322

(GETTY) فلسطينيون نازحون وسط قطاع غزة

استشهد وأصيب عدد من المواطنين، اليوم الجمعة، إثر الغارات الجوية والقصف المدفعي الذي يشنه جيش الاحتلال الإسرائيلي على مناطق متفرقة بقطاع غزة في اليوم الـ322 من العدوان، فيما قال تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية إن الحرب التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي مزقت النظام الطبيعي والوحدة الأساسية للحياة في غزة.

وفي التفاصيل، أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" باستشهاد مواطن إثر قصف مدفعي إسرائيلي استهدف منطقة المفتي شمال مخيم النصيرات، بينما أصيب طفل برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة دير البلح، وسط قطاع غزة.

كما أفاد الدفاع المدني بوقوع عدة إصابات بقصف استهدف منزلًا بمنطقة الشيماء في بيت لاهيا، في الوقت الذي شهد شمال دوار بني سهيلا شرق مدينة خانيونس جنوبي القطاع قصف مدفعي أوقع العديد من الإصابات.

مزقت الحرب التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي في مختلف أنحاء القطاع لليوم الـ322 على التوالي النظام الطبيعي والوحدة الأساسية للحياة 

وكانت مصادر طبية في مجمع ناصر الطبي في خانيونس، أفادت، قبيل منتصف الليلة، بوصول جثامين ثلاثة شهداء بينهم طفل، جراء غارة شنتها طائرات الاحتلال على تجمع للمواطنين في بلدة عبسان شرق خانيونس جنوب القطاع.

كما أفادت مصادر محلية باستشهاد مواطن وإصابة آخرين في قصف من طائرات الاحتلال تجمعًا للمواطنين شرق حي الزيتون في مدينة غزة.

وارتفعت حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 40265 والإصابات إلى 93144 منذ بدء العدوان الاسرائيلي على القطاع في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، بينما لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الاسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.

العدوان مزق الوحدة الأساسية لنظام الحياة في غزة

حث مسؤولون من الأمم المتحدة على ضرورة التوصل لوقف إنساني لإطلاق النار لضمان إيصال لقاحات شلل الأطفال إلى الأطفال في القطاع، وذلك بعد الإعلان في وقت سابق من الشهر الجاري عن أول حالة إصابة بشلل الأطفال في القطاع، حيث تم اكتشاف الفيروس لأول مرة في مياه الصرف الصحي في تموز/يوليو الماضي.

وقالت رئيسة العمليات في وحدة الطوارئ الصحية التابعة لمنظمة "أنقذوا الأطفال"، لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، لويزا باكستر، إن: "أكثر من 1.9 مليون شخص تشردوا ويتنقلون عبر الشوارع المليئة بالأنقاض والقمامة ومياه الصرف الصحي".

إلى ذلك، قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية إن الحرب التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة حرمت الآباء من أبنائهم والأبناء من آبائهم، ومزقت النظام الطبيعي والوحدة الأساسية للحياة في غزة.

وأضافت أن العاملين في المجال الطبي في القطاع قالوا إن الأطفال يتركون في أروقة المستشفيات بعد نقلهم إلى هناك ملطخين بالدماء وبمفردهم، وتضم وحدات في المستشفيات حديثي الولادة، وهم أطفال لم يأت أحد للمطالبة بهم.

وأشارت الصحيفة إلى أنه باستخدام طريقة إحصائية مستمدة من تحليل حروب أخرى، يقدر خبراء الأمم المتحدة أن ما لا يقل عن 19 ألف طفل يعيشون الآن بعيدًا عن والديهم، سواء مع الأقارب أو مع مقدمي الرعاية الآخرين أو بمفردهم.

ونوهت "نيويورك تايمز" إلى أن الرقم الحقيقي ربما يكون أعلى، إذ لم تتضمن تلك الحروب الأخرى هذا القدر من القصف وهذا القدر من النزوح في مثل هذا المكان الصغير والمزدحم، الذي يضم سكانه نسبة عالية من الأطفال، وفقًا للمتحدث باسم وكالة الأمم المتحدة للطفولة، جوناثان كريكس.

وتضيف الصحيفة أنه في كثير من الأحيان، يتم فصل الأطفال والآباء عندما تعتقل القوات الإسرائيلية آباءهم، أو بعد غارة جوية، يهرع الأطفال إلى المستشفيات بمفردهم في حالة من الارتباك، فيما يقول الأطباء إنهم عالجوا العديد من الأطفال الأيتام حديثًا، وكثير منهم مبتورو الأطراف.

وقالت الصحيفة إن بعض الأطفال يعانون من صدمات نفسية لدرجة أنهم يصمتون ولا يستطيعون الكشف عن أسمائهم، مما يجعل البحث شبه مستحيل، وفقا لمنظمة قرى الأطفال "إس أو إس"، وهي مجموعة إغاثة تدير دارًا للأيتام في غزة.

إلى ذلك، قال المتحدث باسم مجمع ناصر الطبي في غزة، محمد صقر، في تصريحات صحفية: "بتنا كطواقم طبية، ومع شح المستلزمات الطبية في أقسام الطوارئ، نركز على إنقاذ الأطفال والنساء للحفاظ على العرق الفلسطيني في غزة"، مضيفًا "نرجو من أحرار العالم الضغط على الاحتلال (الإسرائيلي) لإدخال ما يلزمنا من مواد طبية".

ويأتي حديث المجمع الطبي عن وجود شح في المستلزمات الطبية، بالتزامن مع إعلان وسائل إعلام فلسطينية عن توقف عمل عدة أقسام داخل مستشفى كمال عدوان نتيجة استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة.