23-أغسطس-2024
هاريس تقبل ترشيحها

كامالا هاريس تحتفل أمام أنصارهما بقبول ترشيحها لانتخابات الرئاسة الأميركية (فوكس نيوز)

قبلت نائبة الرئيس الأميركي، كامالا هاريس، تسمية الحزب الديموقراطي لها مرشحة رسمية للانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل في مدينة شيكاغو، أمس الخميس، متعهدة برسم "مسار جديد إلى الأمام" في حال فوزها على منافسها الجمهوري والرئيس السابق، دونالد ترامب.

وسعت نائبة الرئيس الأميركي البالغة 59 عامًا، إلى تمرير رسالة وحدة تتضمن فرصًا لجميع الأميركيين معتمدة نبرة رئاسية، وفقًا لوكالة الأنباء الفرنسية، متهمة منافسها ترامب "بمحاولة إعادة بلادنا إلى الوراء"، و"التودد إلى طغاة" أجانب مثل الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين.

وأكدت "بالنيابة عن الشعب، بالنيابة عن كل أميركي، بغض النظر عن الحزب والعرق والجنس أنا أقبل ترشيحكم"، وتعهدت أن تكون "رئيسة لكل الأميركيين"، في محاولة لاستقطاب الناخبين الذين لم يحزموا امرهم بعد.

سعت نائبة الرئيس الأميركي البالغة 59 عامًا إلى تمرير رسالة وحدة تتضمن فرصًا لجميع الأميركيين معتمدة نبرة رئاسية

وشددت هاريس على أن انتخابات الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر توفر للأميركيين "فرصة تجاوز المرارة والمعارك التي قسمتنا في الماضي،  فرصة لرسم مسار جديد إلى الأمام"،  مضيفة "سأكون رئيسة تُوحدنا حول أسمى تطلعاتنا. رئيسة تقود وتصغي. رئيسة ستكون واقعية وعملية ومنطقية.. نحن في معركة من أجل مستقبل أميركا".

وحملت هاريس بعد ذلك على منافسها ترامب البالغ 78 عامًا، والذي تزعزعت حملته الانتخابية لأنه بات يواجه امرأة تصغره بعقدين تقريبًا بدلًا من بايدن البالغ 81 عامًا، بعد ظهور تساؤلات حول قدراته الإدراكية وصحته.

وأكدت هاريس "نعرف ما ستكون عليه ولاية ثانية لترامب" في إشارة إلى الوثيقة التي وضعها مركز أبحاث يميني متطرف لإدارة جمهورية مقبلة موضحة "كل شيء منصوص عليه في مشروع 2025 الذي كتبه أقرب مستشاريه" والهادف إلى "إعادة بلدنا إلى الوراء".

وانضم إليها لاحقًا، تيم والز، مرشحها لمنصب نائب الرئيس، وعائلتاهما رافعين أيديهم، فيما أُطلق مئة ألف بالون باللون الأحمر والأبيض والأزرق، وغنت فرقة موسيقى الكانتري "ذي تشيكس" النشيد الوطني الأميركي، إضافة إلى تأدية نجمة البوب، بينك، أغاني على المسرح أيضًا، واستعرض الديموقراطيون سلسلة من الداعمين النجوم.

ماذا قالت هاريس عن غزة؟

وفيما يتعلق بحرب الإبادة الجماعية التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي في غزة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، قالت المرشحة الديمقراطية التي رفضت سابقًا تمثيل الصوت الفلسطيني في مؤتمر الديمقراطيين في "يونايتد سنتر"، إنها تعمل مع "الرئيس بايدن على مدار الساعة، لأن الآن هو الوقت المناسب لإبرام صفقة الرهائن واتفاقية وقف إطلاق النار"، وفقًا لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية.

وأعادت هاريس التأكيد على مواقفها السابقة بشأن دعم الاحتلال الإسرائيلي، قائلةً: سأدافع دائمًا عن حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، وسأضمن دائمًا أن تتمتع إسرائيل بالقدرة على الدفاع عن نفسها".

ومضت تقول "ما حدث في غزة على مدى الأشهر العشرة الماضية مفجع. فُقدت الكثير من الأرواح البريئة، يواصل اليائسون الجوعى البحث عن الأمان مرة تلو أخرى. حجم المعاناة يفطر القلب".

وتابعت مضيفة "الرئيس بايدن وأنا نعمل على إنهاء هذه الحرب حتى تكون إسرائيل آمنة، ويتم إطلاق سراح الرهائن، وتنتهي المعاناة في غزة ويتمكن الشعب الفلسطيني من الحصول على حقه في الكرامة والأمن والحرية وتقرير المصير".

إلى ذلك، رفض متحدث باسم حملة هاريس الانتخابية توضيح ملابسات قرار عدم جدولة كلمة لمتحدث فلسطيني أو القول ما إذا كان من الممكن إضافة متحدث في اللحظة الأخيرة، وقال مصدر مطلع على المناقشات لوكالة "رويترز"، إنّ القرار اتخذه منظمو المؤتمر الوطني للحزب بالتشاور الوثيق مع حملة هاريس.

وواصل عدد من المندوبين الديمقراطيين وأعضاء حملة "غير ملتزم"، أمس الخميس، لليوم الثاني على التوالي، الاعتصام داخل مقر المؤتمر، وأمام المنصة الرئيسية للحزب، اعتراضًا على عدم سماح الديمقراطيين بالاستماع إلى الصوت الفلسطيني، فيما خرجت مسيرة ضمت نحو 20 ألف شخصًا أمام "يونايتد سنتر" للتضامن مع غزة.

وتعليقًا على رفض تمثيل الصوت الفلسطيني في المؤتمر، قال المؤسس المشارك لحركة "غير ملتزم"، عباس علوية، إن هاريس أضاعت فرصة لكسب هؤلاء الناس، الذين يعيش الكثير منهم في ولايات مهمة مثل ميشيغان وويسكونسن وبنسلفانيا وأريزونا، وهي من الولايات المتأرجحة في أصوات الناخبين، حيثُ تمكنت "غير ملتزم" من حشد أكثر من 750 ألف ناخب للاحتجاج على السياسة الأميركية تجاه "إسرائيل".

وأوضح علوية لـ"رويترز" بعد وقت قصير من قبول هاريس رسميًا لترشيح الحزب لها، أن "ما هو مطلوب في هذه اللحظة هو قيادة شجاعة تنفصل عن النهج الحالي"، فيما قالت المندوبة من ميشيغان عضو "غير ملتزم"، ريما محمد، إن الخطاب أضاف إلى خيبة الأمل إزاء رفض المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي السماح لشخص فلسطيني بالتحدث، وأضافت "أنا في الواقع أكثر قلقًا الآن.. سوف تخسرون ميشيغان".