20-يوليو-2024
يحتج الطلبة المتظاهرون على نظام الحصص في الوظائف الحكومية (رويترز)

يحتج الطلبة المتظاهرون على نظام الحصص في الوظائف الحكومية (رويترز)

فرض الجيش في بنغلادش حظرًا للتجول، صباح اليوم السبت، بالعاصمة دكا، في محاولة لاحتواء الاحتجاجات الطلابية الدامية التي خلفت أكثر من 100 قتيل، اعتراضًا على نظام الحصص في الوظائف الحكومية.

وأشارت وكالة "رويترز" إلى أن خدمات الاتصالات تعطلت، وانقطع بث القنوات الإخبارية التلفزيونية أيضًا منذ يوم الخميس.

وكانت السلطات قد قطعت بعض خدمات الهاتف المحمول في محاولة لوضع حد للاحتجاجات.

وانتقدت جماعات حقوق الإنسان في الخارج، قيام الحكومة البنغالية بقطع الإنترنت، بالإضافة إلى العنف الشديد الذي مارسته قوات الأمن ضد المتظاهرين وخلف سقوط العشرات من الضحايا.

أشارت وكالة "رويترز" إلى أن خدمات الاتصالات تعطلت، وانقطع بث القنوات الإخبارية التلفزيونية أيضًا منذ يوم الخميس

فيما عبر الاتحاد الأوروبي عن شعوره بقلق عميق إزاء العنف والخسائر في الأرواح ببنغلاديش.

هذا، وكشف القائم بأعمال رئيس الحزب القومي البنغلاديشي المقيم في المنفى طارق رحمن، أن العديد من قادة أحزاب المعارضة والناشطين والمتظاهرين الطلاب قد ألقي القبض عليهم. وتحدثت رسائل نصية عن قيام الشرطة باعتقال منسق حركة الاحتجاج، ناهد إسلام، على الساعة 2 صباحًا من يوم السبت.

وأعلن مكتب رئيسة الوزراء الشيخة حسينة، أمس الجمعة، عن فرض حظر للتجوال في كل أنحاء البلاد ونشر قوات الجيش لحفظ الأمن بعد عدة أيام من الاحتجاجات المتواصلة.

وقال المتحدث باسم مكتب رئيسة الوزراء، نعيم الإسلام خان لوكالة "فرانس برس": إن "الحكومة قررت فرض حظر للتجول ونشر الجيش لمساعدة السلطات المدنية".

واقتحم متظاهرون، أمس الجمعة، سجنًا وأطلقوا سراح مئات السجناء قبل أن يضرموا النار فيه، بينما اقتحم طلاب متظاهرون سجنًا أخرًا في منطقة "نارسينغدي" بوسط البلاد وحرروا مجموعة من نزلائه قبل أن يضرموا النار فيه كذلك، وفق إفادة ضابط شرطة لوكالة "فرانس برس"، طلب عدم كشف هويته.

وقال الضابط: "لا أعلم عدد السجناء، لكنه قد يكونوا بالمئات".

كما أضرم متظاهرون النار في مقر هيئة الإذاعة والتلفزيون العام في بنغلادش، فيما تواجد العديد من الأشخاص داخل مكاتب الإذاعة والتلفزيون، وفق منشورات على صفحتها على فيسبوك.

وجاء في المنشور: "حريق كارثي في هيئة الإذاعة والتلفزيون العام يمتد بسرعة. نسعى لتعاون خدمة الإطفاء. هناك العديد من الناس عالقون في الداخل" وأضافت "مئات المتظاهرين أضرموا النار في مبنى الاستقبال".

هذا، واتخذت شرطة دكا إجراء بحظر جميع التجمعات العامة للمرة الأولى منذ بدء الاحتجاجات، في محاولة لمنع استمرار المظاهرات العنيفة.

وقال قائد شرطة دكا، حبيب الرحمن، لوكالة "فرانس برس": "حظرنا جميع التجمعات والمواكب والتجمعات العامة في دكا اليوم"، وأضاف: "هذه الخطوة ضرورية لضمان السلامة العامة".

فيما أمرت الحكومة البنغالية، الخميس، بوقف الانترنت على شبكة الهواتف النقالة في كل أرجاء البلاد، بحسب ما أكده وزير الاتصالات المنتدب، زنيد أحمد بالاك، خلال رده على سؤال لوكالة "فرانس برس"، قائلًا: "نعم قمنا بذلك"، مشيرًا إلى أنها "ضرورية لضمان أمن المواطنين".

من جانبها، تعهدت رئيسة وزراء بنغلادش، الشيخة حسينة، بمعاقبة المسؤولين عن مقتل أشخاص خلال تظاهرات الطلابية في الأيام الأخيرة احتجاجًا على نظام التوظيف المعتمد على الحصص في القطاع العام. وأعلنت خلال خطاب متلفز، الأربعاء الماضي، عن إدانتها لكل جريمة قتل.

ولم تكشف حسينة عن المسؤولين عن مقتل الضحايا، لكن المعلومات التي قدمتها إدارات المستشفيات والطلاب لوكالة "فرانس برس" تشير إلى أن بعضهم قضى عندما أطلق أفراد الشرطة النار عليهم خلال الاحتجاجات.

يرى الطلاب المحتجين أن هذا النظام يهدف إلى محاباة أبناء أنصار رئيسة الوزراء الشيخة حسينة، ابنة الشيخ مجيب الرحمن، الذي قاد استقلال بنغلادش عن باكستان، التي تحكم البلاد منذ عام 2009

واندلعت الاحتجاجات في بنغلاديش بعد مطالبة الطلاب من الحكومة التخلي عن نظام الحصص في وظائف القطاع العام وبتطبيق نظام قائم على الجدارة.

وأثارت هذه الحصص غضبًا بين الطلاب الذين يواجهون معدلات بطالة مرتفعة، إذ يوجد ما يقرب من 32 مليون شاب عاطلين عن العمل من إجمالي عدد السكان البالغ 170 مليون نسمة.

ويرى الطلاب المحتجين أن هذا النظام يهدف إلى محاباة أبناء أنصار رئيسة الوزراء الشيخة حسينة، ابنة الشيخ مجيب الرحمن، الذي قاد استقلال بنغلادش عن باكستان، التي تحكم البلاد منذ عام 2009.

وزادت حدة الاحتجاجات بعد أن رفضت رئيسة الوزراء تلبية مطالب المحتجين. ونعتت هؤلاء الذين يعارضون الحصص بمصطلح يُستخدم للإشارة إلى الذين تظاهروا بتقديم يد العون للجيش الباكستاني خلال حرب عام 1971.

وتمثل الاحتجاجات أول تحد كبير لحكومة حسينة منذ حصولها على فترة ولاية رابعة على التوالي، في كانون الثاني/يناير الماضي، في انتخابات قاطعها أحزاب المعارضة الرئيسة.