26-سبتمبر-2024
اليوم الـ356

طفل فلسطيني يتفقد موقع استهدفه جيش الاحتلال في غزة (رويترز)

في اليوم الـ356 من العدوان على قطاع غزة، واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي استهداف منازل ومخيمات النازحين في مختلف أنحاء القطاع، ما أسفر عن سقوط عدد من الشهداء والجرحى، في الوقت الذي انسحبت فيه قوات الاحتلال من مدينة جنين ومخيمها، شمال الضفة الغربية المحتلة، بعد اقتحامها لمدة 18 ساعة، فيما لا تزال قوات الاحتلال تنفذ عمليات اقتحام في مدن وبلدت مختلفة من الضفة.

وأفاد مراسل وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا"، بانتشال جثمان شهيد وعدد من الجرحى، إثر قصف طائرات الاحتلال منزل وسط مدينة خانيونس جنوب القطاع، جرى نقلهم إلى "مجمع ناصر الطبي" في المدينة.

كما قصفت طائرات الاحتلال منزلًا في منطقة الضابطة الجمركية شرق مدينة خانيونس، ما أسفر عن استشهاد خمسة أشخاص وإصابة آخرين، بحسب مصادر طبية، بالإضافة إلى عدد من المفقودين تحت الأنقاض.

في اليوم الـ356 من العدوان على قطاع غزة، واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي استهداف منازل ومخيمات النازحين في مختلف أنحاء القطاع

وبحسب "وفا"، انتشلت طواقم الإسعاف والإنقاذ جثمان شهيدة، فضلًا عن وجود تسع إصابات جراء استهداف طائرات الاحتلال منزلًا في شارع اليفاوية بمخيم جباليا شمال قطاع غزة، كما أصيب عدد من المواطنين في قصف الاحتلال منزلًا في بلدة جباليا، وجرى نقلهم جميعًا إلى مستشفى الشهيد "كمال عدوان" في المخيم.

وقال موقع "العربي الجديد"، إن طائرات الاحتلال قصفت منزلًا شرقي حي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة، فضلًا عن قصف مدفعية جيش الاحتلال مدرسة "بنات النصيرات" التي تؤوي نازحين في المخيم الجديد شمالي النصيرات وسط قطاع غزة، واستهدف القصف طواقم الإسعاف خلال محاولتها انتشال جرحى من المنطقة، ما أجبرها على الانسحاب دون استكمال مهام الإنقاذ.

وارتفع عدد الشهداء منذ بدء العدوان على غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي إلى أكثر من 41495 ألف فلسطيني وفلسطينية، فضلًا عن إصابة أكثر من 96006 ألف آخرين، وذلك في حصيلة غير نهائية، إذ لا يزال آلاف الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.

الاحتلال ينسحب من مدينة جنين ومخيمها

وفي الضفة الغربية المحتلة، قال شهود عيان لوكالة "الأناضول" التركية، إن قوات الاحتلال انسحبت من مدينة جنين ومخيمها، شمال الضفة، بعد عملية اقتحام استغرقت نحو 18 ساعة، وجرى خلال عملية الاقتحام تفجير لأحد المنازل.

وقال شهود عيان للوكالة، إن جرافات الاحتلال دمرت البنية التحتية والشوارع في جنين، بالإضافة إلى اعتقال جيش الاحتلال خلال العملية ستة فلسطينيين على الأقل بحسب مصادر محلية، وبالتزامن مع العملية نفذت قوات الاحتلال اقتحامات لعدة بلدات في جنين، بينها عنزا واليامون وبرقين.

وقالت جمعية الهلال الأحمر، إن طواقمها نقلت إلى المستشفى "شهيدة عمرها 37 عامًا، وأربعة إصابات بينها ثلاث سيدات من بلدة عنزا قرب جنين"، فيما أكدت وزارة الصحة استشهاد سيدة على الأقل، وأوضحت الوزارة أن هناك "أربعة إصابات خطيرة بينها إصابة بالرصاص الحي في الرأس لمسنة (73 عامًا) وإصابة حرجة جدًا لطفلة (تسع سنوات) وإصابة شاب بالفك إصابة خطيرة".

ونقلت الأناضول عن عضو مجلس بلدية عنزا، أيمن عبيدة، قوله إن "قوة عسكرية خاصة إسرائيلية دخلت البلدة متنكرة داخل مركبة مدنية لاعتقال شاب، ثم تبعتها سيارات عسكرية"، وأضاف أن عناصر القوة الخاصة "أطلقوا النار بشكل عشوائي ما أدى إلى استشهاد سيدة وإصابة أخريات كنّ يجتمعنّ في بيت عزاء بالقرية".

وكانت قوات الاحتلال قد اعتقلت عشرة مواطنين خلال اقتحام بلدات دورا، وبيت كاحل، وإذنا غرب الخليل، وتخلل عملية الاعتقال حملة مداهمة وتفتيش للمنازل، والتنكيل بالمواطنين، بحسب ما نقلت "وفا".

وارتفع عدد الشهداء في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية المحتلة، إلى 718 شهيدًا وشهيدة منذ السابع في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، حيث وسع جيش الاحتلال عملياته، بالتزامن مع تصعيد المستوطنين اعتداءاتهم ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم، وفق معطيات وزارة الصحة الفلسطينية.

مطالب بتقديم بلينكن لاستقالته

إلى ذلك، طالبت منظمة "كود بينك" بتقديم وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، استقالته بشكل فوري على خلفية التحقيق الذي نشرته صحيفة "بروبيكا"، والذي كشف أن بلينكن تجاهل تقييم الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، بأن "إسرائيل" تتعمد عدم وصول الدواء والغذاء لغزة.

وجاءت مطالبة بلينكن بالاستقالة على خلفية رسالة الدبلوماسي الأميركي للكونغرس في العاشر من أيار/مايو الماضي، قال فيها: "لا نقدر حاليًا أن الحكومة الإسرائيلية تحظر المساعدات أو تقيدها بأي شكل آخر"، مما أدى قانونيًا إلى استمرار دعم "إسرائيل" عسكريًا.

وقالت المنظمة: "عندما تلقت الإدارة تقييم الوكالة الأميركية للتنمية الدولية بأن إسرائيل كانت تمنع المساعدات الإنسانية، وهو الفعل الذي كان ينبغي أن يوقف على الفور شحنات الأسلحة الأميركية إلى إسرائيل، تجاهل بلينكن وإدارة بايدن الحقيقة عمدًا".

وأضافت المنظمة "في العاشر من أيار/مايو (الماضي)، أكد بلينكن للكونغرس زورًا أن إسرائيل لم تكن تقيد المساعدات الإنسانية الأميركية، رغم أن هذا كان بعد أن قرر مكتب السكان واللاجئين والهجرة التابع لوزارة الخارجية أيضًا أن الولايات المتحدة لديها التزام قانوني بوقف عمليات نقل الأسلحة".

وبحسب بيان المنظمة، قررت إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، بدلًا من اتخاذ إجراءات لفرض حظر الأسلحة كما يقتضي القانون الأميركي، إدامة هذه الفظائع من خلال تزويد "إسرائيل" بالدعم العسكري الذي تحتاجه لمواصلة حملة الإبادة الجماعية، وفقًا لما نقل "العربي الجديد"، وأكدت المنظمة، أن "قرار بلينكن هو قرار بالكذب على الكونغرس، وبالتالي الشعب الأميركي، وليس مجرد خيانة للثقة، بل جريمة".

وأضاف بيان "كود بينك"، أنها ليست أول مرة من المسؤولين الأميركيين الذين يكذبون باستمرار على الجمهور لحماية "إسرائيل" وتبرير الدعم الأعمى للولايات المتحدة للإبادة الجماعية في غزة والاحتلال غير القانوني لإسرائيل، مشيرة إلى أنه من خلال حماية إسرائيل من المساءلة، ينتهك بلينكن القانون الدولي والقانون الأميركي، وأنه يجب عليه الاستقالة الآن، ووقف تصدير الأسلحة فورًا إلى "إسرائيل".