لليوم الـ38 على التوالي، تواصل آلة الحرب الإسرائيلية استهداف المدنيين في قطاع غزة وارتكاب المجازر بحقهم، إلى جانب تدميرها للبنى التحتية للقطاع المحاصر منذ 17 عامًا.
واستهدف القصف الإسرائيلي ليل الأحد وفجر اليوم، الإثنين، مناطق متفرقة في قطاع غزة، بينها بني سهيلا شرق خان يونس جنوب القطاع، حيث قصفت طائرات الاحتلال مقبرة ومصنعًا، ما أدى إلى إصابة 5 أشخاص على الأقل.
لم تتمكن سيارات الإسعاف من الوصول إلى مواقع القصف بسبب الحصار الذي فرضته قوات الاحتلال على أحياء مدينة غزة
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" باستشهاد وإصابة العشرات جراء قصف إسرائيلي استهدف أحياء الرمال وتل الهوا والتفاح والصبرة والدرج والزيتون، إضافةً إلى منطقة الشيخ عجلين ومخيم الشاطئ، في مدينة غزة.
وأكدت الوكالة، نقلًا عن مراسلها، أن سيارات الإسعاف لم تتمكن من الوصول إلى مواقع القصف بسبب الحصار الذي فرضته قوات الاحتلال على أحياء مدينة غزة.
وتواصل قوات الاحتلال محاولاتها التوغل في أحياء شمال قطاع غزة، الأمر الذي يهدّد حياة آلاف العالقين في المستشفيات بين نازحين وكوادر طبية وجرحى ومرضى.
وفي الأثناء، تستمر الأوضاع الإنسانية في القطاع بالتدهور بصورة مخيفة تُنذر بحدوث كارثة وشيكة، وسط استمرار حصار قوات الاحتلال لمستشفيات مدينة غزة وشمال القطاع، التي خرج معظمها عن الخدمة منذ عدة أيام جراء القصف الإسرائيلي المتواصل ونفاد الوقود والإمدادات الطبية.
وفي وقت سابق، الأحد، قال مدير عام مستشفيات غزة، محمد زقوت، إن الوضع في مجمع الشفاء الطبي "كارثي"، مؤكدًا عدم إمكانية الخروج منه أو الدخول إليه بأي شكل من الأشكال.
وأضاف زقوت في حديث إلى وكالة "الأناضول" أن: "سيارات الإسعاف لا تستطيع الخروج من المستشفى أو الدخول إليه لإحضار الجرحى أو الشهداء من المناطق المستهدفة في محيط المستشفى". وأكد أن: "مرضى الكلى والسرطان والقلب في مستشفى الشفاء لا يجدون مكانًا يتجهون إليه ولا ممرًا آمنًا".
ومن جهتها، أكدت وزارة الصحة الفلسطينية أن قوات الاحتلال ترتكب فظائع في مستشفيات قطاع غزة، وخاصةً في مجمع الشفاء الطبي. كما أوضحت أنها لا تقوم بإخلاء المستشفيات، بل بإلقاء الجرحى والمرضى إلى الشارع للموت المحتم.
وكتب مدير عام منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، على حسابه في منصة "إكس" أن الوضع في مستشفى الشفاء خطير جدًا، لافتًا إلى أنه: "ثمة زيادة كارثية في وفيات المرضى"، ومؤكدًا أن المستشفى: "لم يعد يقدّم خدماته كمستشفى".
وشدّد غيبريسوس كذلك على خطورة صمت العالم تجاه: "تحويل المستشفيات التي من المفترض أن تكون مناطق آمنة إلى أماكن موت ودمار ويأس".
ويواصل جيش الاحتلال، لليوم الرابع على التوالي، حصاره لمجمع الشفاء الطبي الذي يأوي آلاف النازحين العالقين داخله إلى جانب الكوادر الطبية والجرحى والمرضى دون أدنى مقومات الحياة، وفي ظل قصف عنيف يستهدف محيط المجمع ومرافقه.