11-يونيو-2024
قصف عنيف على النصيرات

(Getty) بعد مجزرة النصيرات

استغل الائتلاف الحكومي في إسرائيل عملية النصيرات لتمرير قناعاته بأنّ الضغط العسكري ومواصلة الحرب هو وحده الكفيل بإعادة الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية.

وتوقع مسؤولون في الإدارة الأمريكية أن تواجه صفقة التبادل تعقيدات بسبب عملية النصيرات، لأنها ستزيد من تصميم نتنياهو على مواصلة الحرب، كما ستدفع يحيى السنوار إلى التصلب في مواقفه أكثر، ردًا على العدد الكبير من الضحايا المدنيين في العملية.

لكنّ انسحاب بيني غانتس وغابي آيزنكوت من حكومة الطوارئ، أو ما يعرف بمجلس الحرب، وتزايد الضغط الدولي على إسرائيل لقبول الخطة التي أعلنها الرئيس الأميركي جو بايدن، دفعت محللين وقادة عسكريين بارزين في دولة الاحتلال إلى التشكيك في أن تحمل عملية النصيرات، التي أدت لمجزرة مروعة وقتل على إثرها 4 مختطفين بينهم حامل للجنسية الأميركية، أي تأثير على مسار الحرب في غزة، فضلا عن أنها "لن تمنح مفاوضات صفقة التبادل التأثير الإيجابي الموعود".

محللون وقادة عسكريون بارزون في إسرائيل يشككون في أن تحمل عملية النصيرات أي تأثير على مسار الحرب في غزة

وفي تفاصيل استنتاجات محللين وقادة عسكريين سابقين لعملية النصيرات التي أفضت لتحرير سراح 4 أسرى قال اللواء في جيش الاحتياط تامير هايمان، وهو رئيس سابق لجهاز الاستخبارات العسكرية "أمان"، إنه على الإسرائيليين عدم التعامل مع "الضغط العسكري" على أنه "عصا سحرية تحل كل المشاكل"، ونبّه هايمان إلى "أنّ الاعتقاد بإمكانية إعادة الـ120 أسيرًا المتبقين في غزة قد يؤدي إلى مقتل الأحياء منهم، وعرقلة صفقة التبادل"، خاصة أن عملية النصيرات واجهت صعوبات قوية كادت تؤدي إلى فشلها كما أسفرت عن مقتل القائد أرنون زامورا من وحدة"اليمام" التي شاركت في مجزرة النصيرات.

في ذات السياق دعا نوعم تيفون، القائد السابق للفيلق الشمالي في الجيش الإسرائيلي، إلى "انتهاز الفرصة والمضي قدمًا في صفقة التبادل التي عرضها جو بايدن من أجل إنهاء التصعيد الحاصل مع قطاع غزة ولبنان على حد سواء"، وذلك لسبب بسيط يتمثل حسب تيفون في أن عملية النصيرات "لن تغير الصورة الشاملة للحرب، وهذا يعني أنّه من ناحية استراتيجية لم يتغير  شيء".

وشدد على أن "التصرف الصحيح الذي يجب القيام به اﻵن، هو الذهاب إلى الصفقة التي عرضها جو بايدن، لأنها تقدم لنا حلًا للوضع في الجنوب، وأيضًا تعيد الرهائن، وهذا أهم من أي شيء آخر".

ذات الاستنتاج توصل له أوهاد خيمو، محلل الشؤون الفلسطينية في القناة 12 الإسرائيلية، بقوله "إن إطلاق سراح 120 أسيرًا عسكريًا كما حدث في عملية النصيرات غير ممكن".

ويعتقد أوهاد خيمو  أنّ عملية النصيرات لن يكون لها تأثير على مسار المفاوضات، لسببين، الأول: أن حماس تؤمن حقًا أنه لا فرق بين عدد قليل من الأسرى لديها أو 120 أسيرًا، والثاني: أن الأسرى هم الورقة الوحيدة بيد حماس لوقف الحرب، وهي لا تُبدي أي مرونة في هذا الملف" وفق تعبيره.

أمّا محلل الشؤون العسكرية في القناة 13 ألون بن دافيد فقال: "إن أمام الجيش عدة أسابيع من القتال داخل قطاع غزة، حتى يتمكن من الوصول إلى نقطة يمكن عندها القول من اﻵن فصاعدًا ستكون هناك عمليات اقتحام وانسحاب، دون ضرورة ﻹبقاء قوات كبيرة داخل القطاع"، في إشارة منه إلى المرحلة الثالثة من الحرب.

لكنّ حكومة نتنياهو ما تزال مصرّة على مواصلة الحرب وتضرب بعرض الحائط جميع المبادرات والدعوات لوقف إطلاق النار والانخراط في مسار تفاوضي يفضي لإنهاء الحرب وإعادة الأسرى في صفقة تبادل مع المقاومة الفلسطينية.